تم نشره فبراير 27, 2022
خطتك التسويقية: من التخطيط إلى التنفيذ
تخيّل نفسك وأنت تخطط لرحلة رائعة تنتقل فيها بين مدن متنوعة ومناظر طبيعية خلابة. كل شيء أعطيته الوقت المناسب، من الوقفات إلى المعالم التي لن تفوت زيارتها. انطلقت في رحلتك بحماس واكتشفت في منتصف الطريق أنك نسيت ملء السيارة بالوقود، وهكذا للأسف تقف في مكان خالٍ من المحطات والمساعدة.
هذا التشبيه هو محاولة لتقديم شرح لما يحدث عندما تبني استراتيجية تسويقية ضخمة لكنك تغفل عن التخطيط الجيد للتنفيذ. شاركنا في ديسمبر الماضي على مدونة مشبك أهم النصائح لبناء خطة تسويقية للعام ٢٠٢٢، وفي هذه التدوينة سنساعدك بخطوات منظمة في تنفيذها.
الخطة الجيدة لاتكفي!
تنفيذ الخطة التسويقية يعني الانتقال للمرحلة التالية من العمل وتحويلها إلى إجراءات. أي شيء آخر غير ذلك يعني أن الاستراتيجية كلام على ورق للأسف.
تفعيل الخطة التسويقية يساعدك في:
- اختيار المشاريع التي تعمل عليها وتحديد أولوياتها وتخطيطها وتنفيذها.
- تحسين أرباح شركتك أو علامتك التجارية.
- تقديم المحتوى المناسب للفئات المستهدفة المناسبة وفي الوقت المناسب.
كيف تنفذ خطتك؟
في تنفيذ الخطط التسويقية تحتاج إلى تخطيط قصير المدى، وهذا يحدث عندما تستعرض الخطة الكبيرة أو الكاملة وتقوم بتقسيمها إلى مراحل يسهل قياسها ومراقبتها وتنفيذ مهامها. نقترح استخدام خطة (٩٠ يوم) لتحديد الفترة الزمنية للعمل.
٩٠ يوم من التركيز
- ضع أهداف الـ ٩٠ يوم مقسمة بشكل عام على حسب الشهر.
- حدد مؤشرات الأداء الرئيسية KPI التي تساعدك في تتبع تحقيق الأهداف.
- اربط الأهداف بعمليات واضحة داخل الشركة (مبيعات، متابعين جدد، زيارات للموقع).
- حدد مواعيد تسليم المهام لكل هدف (كتابة المحتوى، إطلاق الإعلان المدفوع، تحديث الصفحات في الموقع. وغيرها)
حوّل مواعيد التسليم إلى مهام أصغر
بعد بناء ملف ٩٠ يوم من التركيز، قسّم كل موعد تسليم إلى مهام واسندها لأعضاء الفريق مع مواعيد نهائية لكل مهمة. يمكن في هذه المرحلة نقل الخطة إلى نظام إدارة المشاريع الذي تستخدمه مع فريقك وهي كثيرة، نقترح تحديد وقت لإنجاز كل مهمة ولا نكتفي فقط بالتاريخ النهائي. مثلًا يحتاج البحث في موضوع معيّن أسبوع، وكتابة المسودة يومين، والمراجعة النهائية يوم عمل كامل، وبهذه الخطوة يمكن مراجعة المهام كل أسبوع ورفع تقارير إنجاز لكل منها واكتشاف التحديات فيها.
حدد نقاط للتحقق
نقصد بهذه الخطوة تحديد مواعيد ثابتة لمراقبة تنفيذ المهام خلال الـ ٩٠ يوم، وإذا تأخرت عن موعدها يتم توضيح التحديات أو الصعوبات التي قامت بتعطيل العمل فيها.
يمكن أن تكون هذه المواعيد كل أسبوعين أو كل شهر، ومن خلالها يمكنك معرفة إذا كنت على الطريق الصحيح أو تحتاج تعديل الخطة.
اختر فريق عمل عظيم
فريق التسويق الرائع هو ميزتك التنافسية لإنجاح الخطة. إذا كانت لديك خطة منظمة وفريق عمل غير متحفز ومستعد لإنجاز هذه المهام، ستكون في ورطة!
- بعد الاطلاع على الخطة حدد المهارات والموارد اللازمة من الفريق.
- قد يكون تنفيذ الخطة داخلي، أو إذا كانت شركتك صغيرة أو غير مؤهلة في أحد جوانب تنفيذ الخطة نقترح التعاون مع فريق خارجي.
- التأكد من استعداد فريقك وجاهزيته لتنفيذ الخطة (مهارات التصميم والكتابة مثلًا، تعدد اللغات، أو مهارات إضافية كالبرمجة)
توقع التغييرات المفاجئة واستعد لها
أحد أسباب متابعة المهام ومراقبة التحديات خلال تنفيذ الخطة التسويقية هو الانتباه لفرص التعديل عليها وتغيير مسارها. لا يمكنك التحكم في كل شيء، ونقصد بهذا الظروف الخارجية التي مهما كان فريقك متميز ومنجزاته رائعة سيتعرض لها، من بين هذه التغيرات اتجاهات السوق والعوامل الاقتصادية. إذا كنت مستعد لهذه التغيرات سيكون لديك خطة بديلة جاهزة للطوارئ.
راقب، راجع، واجمع البيانات
بعد إطلاق خطتك التسويقية وتشغيلها لمدة معينة ستخبرك النتائج إذا كانت الخطة ناجحة وفعالة أو يجب تغييرها لفترة الـ ٩٠ يوم القادمة. هل تحتاج لتوسيع فريق العمل؟ هل تحتاج تحسين المحتوى والتصاميم؟ هل جمهورك المستهدف مناسب؟ كلها أسئلة مهمة ولا تتضح إجابتها إلا بعد التجربة عدة مرات.
في كل مرحلة من مراحل العمل يمكن جمع نتائج وبيانات، ودائمًا تذكّر العودة لأهدافك الأولى في الاستراتيجية ولا تنشغل عنها في وسط عاصفة المهام الصغيرة.
مع كل هذه النصائح والأفكار التي قد تراها بديهية، قد تفشل كثير من الخطط التسويقية وتتعطل في المنتصف، وغالبًا يجد المسؤولين عنها أنفسهم في الورطة التالية:
- إضاعة الوقت في بناء الاستراتيجية.
- التأخر عن تحقيق الأهداف الأساسية للشركة أو العلامة التجارية.
- تبديد جهود فريق العمل بلا نتيجة نهائية.
لماذا تفشل الخطط التسويقية إذن؟
- الجهل بالجمهور المستهدف
لا يمكنك التسويق للجمهور إذا كنت لا تعرفه بشكل جيّد، مهما كانت خطتك كبيرة وناجحة جمهورك المستهدف عنصر أساسي فيها. إذا أنتجت محتوى ووجهته لشريحة معينة لا يخاطبها ولا يفهم احتياجها سيمر عليهم بلا أثر، ويمكنك تفادي ذلك من خلال قضاء وقت جيد في البحث ودراسة الجمهور بكل تفاصيلهم وتضمينهم في الخطة ومهامها.
- عدم وضوح الأهداف
تفشل كثير من الأهداف بعد مرور فترة قصيرة من انطلاق الخطة التسويقية لأنها غير واضحة، لهذا يجب في مرحلة تنفيذ الخطة التسويقية أن يكون لديك أهداف لكل عضو في الفريق وربطها بمهامه التي ينفذها، وتكون محددة وقابلة للقياس والتحقيق ومربوطة بوقت مناسب.
- استخدام قناة تسويقية واحدة
عدم تحديد قنوات تسويق متنوعة تمزج بين الرقمي والتقليدي يعني فشل خطة التسويق في الوصول لكافة شرائح الجمهور المستهدف، الخطط الفعالة تدرس توزيع المحتوى والجهود على قنوات مختلفة حتى تحقق أعلى استفادة من هذا التواجد، واختيار القنوات المتعددة أيضًا يحتاج لبحث ودراسة ويمكن ربطه بالجمهور والميزانية المجهزة لتحقيق هذه الخطة.
- غياب أو ضعف التواصل بين أعضاء فريق العمل
نقصد بذلك إذا كان كل شخص في الفريق يركز فقط على ما يعمله في لحظة معينة خارج الصورة الكاملة للمشروع أو الخطة. يحتاج فريق العمل لمتابعة بين وقت وآخر ومشاركة للمهام والتقدم في العمل، مثل اجتماعات قصيرة جدًا كل أسبوع. العمل في هذا المجال يشبه سباق التتابع، كل عضو من الفريق يسلّم الشعلة لمن يأتي بعده وهكذا، وأي خلل في تنظيم العمل أو الوقت يسبب فوضى في المرحلة التالية للخطة.
التسويق عملية هامة جدًا لكل الشركات مهما كان حجمها ومجال عملها؛ لذلك إذا كانت خطتك بسيطة ومستعجلة لن تجد النتائج التي تريدها حتى لو صرفت ميزانيات ضخمة على الإعلانات والوصول واستنفدت جهد فريقك. الفكرة الذكية دائمًا إنك تبدأ من الأسفل للأعلى، ولا يوجد أساس أفضل من خطة تسويقية كاملة. ولا تنسَ أن ضع في الاعتبار الخطوات التي شاركناها معك في هذه التدوينة، وتذكر الأخطاء التي يقع فيها كثير من العاملين في القطاع حتى لا تكررها.
المصادر
https://homebusinessmag.com/marketing/market-plans/marketing-plan-failing-fix/
https://www.ironpaper.com/webintel/articles/why-do-marketing-plans-fail
https://contentguppy.com/blog/marketing-implementation/
https://coschedule.com/marketing-strategy/marketing-execution
https://www.indeed.com/career-advice/career-development/action-plan-in-marketing
https://flybluekite.com/how-to-implement-your-marketing-plan/
blog, أحداث التسويق, اعلانات, البراند, تحليل, تسويق, تفكير, مشبك
0 تعليقات