تم نشره نوفمبر 22, 2022
كيف تجعل نشرتـــك البريدية قريبـــــــة؟
أكيد ما فاتك تنتبه بالفترة الأخيرة إلى «الانتظارات الصغيرة» التي تفرضها علينا الحياة كجزءٍ لا مفرّ منه خلال اليوم.
كانتظار غليان القهوة، أو انتظار «سِرا» مطعم جديد صعِد مؤخرًا إلى «الترند»، أو انتظار زحمة الشارع، أو حتى في أبسط الحالات.. انتظار جاهزية العشاء من يد الوالدة الغالية بعد يوم طويل.
في مثل هذه الحالات، وكفترة انتظار ليست قصيرة لتتجاهلها، ولا طويلة بما يكفي لتملأها بعمل آخر، يميل الغالبية من الناس لـ «تمتير» وسائل التواصل الاجتماعي تطبيقًا تلو التطبيق، باحثين عن شيءٍ يفوز به انتباههم. وهذه فرصة للتساؤل: ماذا تريد لعميلك أنت أن يقرأ، أو يشاهد، خلال فترة انتظاره؟ وكيف تفوز بانتباهه وسط ثورةٍ من المحتوى الرقمي؟
تمامًا كما الآن، فزنا بك لقراءة هذه التدوينة! وقبلك كثير ممن قرأ تدوينات ونشرات مشبك في أوقات فراغه أو انتظاره، وأصبحت روتينًا يوميًا له.
النشرة البريدية الصديقة:
النشرة البريدية، وعلى خلاف أي منشور آخر، لا تستدعي بحث العميل أو متابعته الدائمة لصفحتك، بل تصله مباشرة لبريده الشخصي، وتأخذ حيّزها في خانة التنبيهات بجانب رسائل الأصدقاء وأحاديث العائلة في مجموعات الواتساب. لتصبح أداة تسويق مهمة وفعّالة، تفهم من خلالها قاعدتك الحالية من العملاء، وتوسّعها وتبني معهم علاقة ولاء مستمرة. الأمر الذي يقود لزيادة الوعي حول العلامة، وبالتالي.. زيادة مبيعاتها.
حلقة متكاملة من النمو وتعزيز الصورة الذهنية عن العلامة، تدور بداخلها أنت، وعميلك، ومبيعاتك! ويكمل بالطبع.. أحدها الآخر.
كيف تبني نشرة بريدية فعالة تسرق انتباه عميلك، بدون لا يدري إنك سرقته؟
أولًا: حدد هدفها
ما إن تحدد هدف النشرة، سيقودك هذا مباشرةً وبغاية السهولة لفهم ما تحتاجه، وتصوّر النشرة بشكلها النهائي.
هل تريد زيادة مبيعاتك؟ إطلاق منتج أو خدمة جديدة؟ توجيه العملاء لموقعك الإلكتروني وزيادة معدِّل زياراته؟ أم أنك تريد فحسب إثراء عميلك بموضوعٍ رهيب من واقع خبرتك؟ مهما اختلفت أهدافك فإن القصص هي أفضل أداة للتسويق.
هذه.. كلها أمثلة لأهداف تساعدك على تحديد محتوى رسالة النشرة وصياغة أسلوبها، ومعرفة أي عناصر بصرية تحتاجها لعرض رسالتك.
ثانيًا: اكتبها
العناوين الرئيسة، نَص النشرة، الكلمات المفتاحية، وعبارات توجيه العميل لاتخاذ فعلٍ ما، كلها أشكال بالغة الأهمية لمحتوى النشرة، عليك صياغتها جيدًا.
افهم عميلك، أدرِك ما يحتاجه، وحدّد النبرة المناسبة لمحادثته مع اختيار عبارات بليغة ورنانة تترك أثرها بسهولة في ذهنه.
من الجدير بالذكر.. أن هناك توجهين متعارف عليهما لمحتوى النشرة.
التوجه الأول: نشرة بريدية معرفية/ إثرائية.
هذا النوع من النشرة.. هو مساحتك للإبحار فيما تعرف، وفرصتك للقول بصوتٍ مسموعٍ: «أنا أبوها وبسمّيها».
مثلًا: كمنصة لتقديم دورات تدريبية حول اختبارات قياس المركزية، باستطاعتك تخصيص نشرة للحديث عن تحديات الطلاب وطُرق التهيئة للاختبارات كوسيلة للقول: «أنا أعرف ما تحتاجون إليه. أنا أقدِّمه.»
التوجه الثاني: نشرة بريدية للترويج/ البيع
هذا هو الشكل الأكثر شيوعًا للنشرات البريدية، والسبب؟
لأنها تعمل مباشرة على زيادة مبيعات العلامة.
تُخصص النشرات البريدية الترويجية غالبًا لعرض أبرز الخدمات، أو آخر المنتجات، أو تفعيل حملةٍ تسويقيةٍ ما. وما يجعل نتائجها سريعة وملحوظة.. أنها توجّه العميل فورًا لاتخاذ فعلٍ ما لا سيما بالشراء.
هذا النوع من النشرات لا يتطلب محتوى ذا كلماتٍ منمقة وتعابير طويلة، وإنما كل ما يحتاجه هو أن يكون جاذبًا، مُباشرًا، وذكيًا، لا سيما في عبارات توجيه العميل التي تُعرف بـ CTA.
ثالثًا؛ صممها
تصميم النشرة.. يعني النظرة الأولى.
والنظرة الأولى.. تعني ما إن كان عميلك سيُكمل قراءة النشرة أم يُنهها.
حاول دائمًا أن تسبِق تصميم النشرة بتصوّرٍ أوّليٍ عنها لتعرف توزيع النصوص والصور، ومقدار ما تحتاجه من كلٍ منهما لتكون نشرتك بالنهاية.. نشرة يغلبها النسق والتكامل.
المبالغة في تصميم النشرة قد يشتت العميل؛ لذا اجعلها بسيطة بطريقة جمالية، تقدّم له تجربة سهلة وممتعة. ومن بين نشرات عديدة سترسلها لاحقًا.. لا تنسَ أن توحّدها في هوية واحدة، بطابع يعبّر عنك وعن رؤيتك.
ترتبط هوية النشرة بصريًا بذاكرة العميل، تمامًا كوجه الصديق الذي يألفه. وتجعله يميزها عن غيرها من بين تزاحم نشرات المنافسين الآخرين في صندوقه البريدي.
رابعًا: لا ترتجل.. جرِّبها قبل ترسلها
دائمًا، ارسل نسخة تجريبية من النشرة لعددٍ ممّن تعرفهم لتتأكد من ظهورها بالشكل الصحيح، ومن عمل الروابط كما يجب. راعِ في ذلك أن تُرسل النسخة التجريبية لعدد مختلف من الأجهزة لترى مدى ملاءمة مقاساتها من جهاز إلى جهاز، ومن متصفح لآخر.
بناء النشرة البريدية، ليس كل شيء.
ربما كان العميل فتحها ليُلهي نفسه في فترة انتظارٍ ما
فكيف تخرجها من ضيق الانتظار؟ إلى رحابة أن تكون بريدًا يتلهّف لفتحه العميل، كلما أنارت به شاشة هاتفه؟
اكتب نشرتك، كأنك تكتب لصديقٍ عزيز
تعمّد نداء عميلك باسمه، وجّه حديثك مباشرةً له واشعِره أن هذه النشرة قد كُتبت له شخصيًا.
ومن خلال معرفة ما يفضله، والإبداع في تقديم مواضيع مُلفتة تدهشه، تستطيع أن تخلق لديه شعورًا بالألفة تجاه نشرتك.
انشرها بشكلٍ دوري
اعتماد وقت دوري لنشر النشرة كأن تكون أسبوعية مطلع كل أحد، أو شهرية منتصف كل شهر، يُشعر العميل أن هذه النشرة قد تجاوزت كونها أداة تسويقية، وأصبحت روتينًا ثابتًا في أيامه.
العب في المحتوى
ليس للنشرات البريدية شكل واحد، وهذه ميزتها الذهبية!
باستطاعتك تطوّلها، تقصّرها، تخليها متحرّكة، ثابتة، نَصية، مصورة، كل الاحتمالات ممكنة. بحر واسع تستطيع بتقنيات بسيطة أن تصبح أنت ربّانه، وتبحر فيه بمركبك أينما شاء تيارك.
من الآخر، وبالمختصر:
ليه من الضروري التركيز على النشرات البريدية؟
١- لأنها تصِل مباشرةً لفئتك المستهدفة.
٢- سريعة التنفيذ، وسريعة الوصول.
٣- تساعدك -ومن خلال أدواتها التحليلية- على فهم سلوك عميلك، وبالتالي.. معالجته أو تطويره.
٤- تحافظ على عميلك الحالي، وتجذب عميلك المستقبلي.
٥- تجعلك في مجالك، عنتر زمانك.
نشرات بريدية عليها الكلام:
منصة سعودية تقدِّم «بودكاست» حول تحسين جودة الحياة في السعودية، وتخصص نشرتها البريدية لدعم مواضيعها بأخبارٍ أسبوعية لجهات أو مشاركات محلية هدَفت من خلال خدماتها المتنوعة أن تُحسّن من نمط حياتنا.
كمحترفي لحكاية القصص، نشرتنا هي نِتاج خبرتنا.
نحكي فيها عن نجاحاتنا ومشاريعنا الممتعة، وتمثّل بالتقاطاتها الصغيرة لتفاصيل الحياة العفوية داخل أسوار مشبك.. فاصلًا قصيرًا حلوًا من مشاغلك اليومية.
كيف يجتمع كل ذلك في نشرة واحدة؟
اشترك الآن في نشرة مشبك واعرف كيف.
نموذج جيد على تصميم نشرة مُتناسقة ما بين النَص والصورة، كتبها وصممها فريق مشبك لصالح «هيئة المحتوى المحلي».
حَوتْ النشرة مواضيع إثرائية متعددة تنوّعت ما بين الإحصائيات، والأخبار، والأمثلة المحلية، والمحتوى المرئي. فجاء التصميم ليوازن بينها، ويبسِّط فهمها وتصفحها من الألوان، والصور، إلى العناوين التي يستدل بها القارئ لمعرفة أفكار النشرة.
أخيرًا.. النشرة البريدية هي إحدى طرق التواصل الفعالة والقريبة من الجمهور، لأنها تُرسل له بشكل شخصي على بريده الإلكتروني، ولا يحتاج للبحث عنها، كل ما عليك هو أن تجمع بين أهدافك وتوظفها بطريقة تجذب العميل لقراءتها.
مراجع:
0 تعليقات