تم نشره يناير 22, 2023
الصيت أفضل من الغنى: اجعل من ذاتك علامة
«هي الإبداعات التي تكون على شكل أسماء، كلمات، إمضاءات، حروف، رموز، وأرقام، عناوين، وأختام، وكذلك التصميمات والرسوم والصور، والنقوش المميزة، أو طريقة تغليف عناصر تصويرية؛ أو أشكال، أو لون أو مجموعة ألوان أو مزيج من ذلك أو أية إشارة أو مجموعة إشارات إذا كانت تستخدم أو يراد استخدامها في تمييز سلع أو خدمات منشأة ما.» هكذا تُعرّف العلامات التجارية في الهيئة السعودية للملكية الفكرية، إذًا كيف يمكن أن يكون شخصك أو ذاتك عبارة عن علامة تجارية؟
علامتك الشخصية vs التسويق الشخصي
لكل منا تقريبًا حمض نووي مختلف تمامًا عن الآخر، خلقنا متميزين داخليًا واختلاف حياتنا وتجاربنا يجعل لكل منا شخصية وعقلية مختلفة. كيف يمكن أن تستفيد من ذلك؟
هذا يعني أن لديك القدرة لبناء سمعة بالسمات التي تريدها أن تكون مربوطة بك ومعروف بها، أن تُعرف بمزيج فريد من اسمك وبياناتك وأفكارك وخبراتك ومهاراتك وتبني بها علامتك الشخصية.
تستطيع أن تفتح لنفسك أبواب الفرص وأن تسوق لنفسك شخصيًا وتتألق باستخدام مجموعة من الاستراتيجيات بهدف تسليط الضوء على بعض الصفات والخصائص المعينة لديك سواء من الناحية المهنية أو الشخصية.
ما الذي يجعل التسويق الشخصي في هذا الوقت مهم؟
الإنسان يحتاج 7 ثواني ليأخذ انطباع أولي عن الشخص، وبعض الدراسات تقول أن البعض يأخذ انطباع بمجرد عُشر الثانية. يُبنى الانطباع على عوامل عدة منها العمر والعرق ولغة [الجسد والجنس والمظهر الخارجي وغيرها، بالإضافة إلى تحميل الصورة النمطية جزءًا من الانطباع بناءً على الظاهر من الصفات يقولب الشخص وينمّط.
ما علاقة هذا في التسويق الشخصي؟ في سياق التسويق؛ من المهم جدًا أن تعمل على جعل سمعتك تسبقك، هذا لن يمنع من شر الانطباع الأول لكنه سيمهده ويحد منه. في زمننا الحالي نعيش سباق ما بين بناء السيرة الذاتية والخبرة العميقة، ليأتي التسويق الشخصي ويحصد المركز الأول.
مفهوم التسويق الشخصي بالتأكيد سبق أن مر عليك في حياتك ومسيرتك الشخصية، بشكل أساسي يقصد بالتسويق الشخصي مجموعة من الاستراتيجيات المستخدمة لتسليط الضوء على بعض الصفات والخصائص المعينة للشخص، سواء من الناحية المهنية أو الشخصية. يمثل ذلك طريقة للتميز والتألق بين آلاف العاملين الآخرين أو الناس الآخرين الموجودين في الوسط الاجتماعي المحيط.
يا مدور الهيّن ترى الكايد أحلى
ما بين المنشورات والفيديوهات التي تتقافز في بقاع مواقع التواصل الاجتماعي وآرائك في المجالس، وحتى ما تبدي إعجابك به سواءً على أرض الواقع أو على زقزقة وتغريد العصافير، تبنى الصورة الذهنية عنك والتي ستبقى في أذهان من حولك، وسيتناقلونها لأذهان الآخرين.
إذًا ما هو التسويق الشخصي؟ ببساطة هو الجهد المتعمد لصنع والتأثير على الصورة العامة الشخصية، غالبًا بهدف رفع المستوى في الحياة المهنية وتوسيع دائرة العلاقات العامة.
إذن، ما الذي تحتاجه للنجاح في التسويق الشخصي؟
- المهارة الاجتماعية
بناء العلاقات الاجتماعية الجيدة سيساعدك لا محالة، سواءً بنيتها مع الأشخاص ذوي السلطة والوصول أو مع غيرهم. وكونك اجتماعي سيجعل نقلك للصورة الذهنية التي تريدها أسهل.
- الإقناع
الإقناع يعتبر أحد أهم المهارات في التسويق فحتى عند الترويج لمنتج ما من المهم أن يعي المسوّق كيف يستطيع الوصول للعملاء بالترويج لسلعته. فكيف في حالة التسويق لشخصك؟
- الفراسة
أو بشكلٍ أبسط “عين المرء عنوان قلبه” فتقصَ مواطن الاهتمام والجوانب المطلوبة والفرص في سوق العمل أو لدى العملاء.
- عامل الندرة
اجعل من نفسك عملة نادرة، ابحث عن مزاياك وركز الإضاءة عليها، وإن حصل أنك لا تتميز بشيء -لا سمح الله- جد شيئًا وتميز به، احضر دورة مختلفة، تعلم مهارة قيّمة، كن القيمة المضافة.
- الجمهور الواسع والوصول السريع
استغل الهاتف الذي في يدك للتسويق لنفسك، محتوى يُنشر على منصات التواصل يتحدث عن مهاراتك الشخصية أو حتى تستعرض فيه مهاراتك وفهمك الواسع لمجال تخصصك.
- جالس الخبير تستفيد
منصات التواصل تسمح لك بالوصول السهل للخبراء، استغلها جيدًا، كن قريبًا للأشخاص والشركات المرتبطة بمجال عملك، تابع جديدهم، ناقشهم في مواضيعهم وتفاعل مع منشوراتهم، هذا سيبني لك سمعة في المجال.
- استمرارية السعي تعني التطور
قد لا تعني حتمية الوصول لكن التطور في الطريق هو مبتغى الجميع، تخصيص حيز من وقت لصنع مادة مفيدة والالتزام بتقديم محتوى ممنهج تقدم فيه معلومات قيّمة عن مجالك وتخصصك، يرسخ صورة ذهنية احترافية عنك لدى المتابعين.
- سيرتك تتحدث عنك
اسأل من حولك عن مزاياك وابحث عن ما يناسبها في سياق العمل. احرص على أن تكون صحيحة الإملاء وحقيقية ومختلفة. ملاحظة: لا داعي لزبرقة سيرتك الذاتية بجملة “أجيد استخدام برامج مايكروسوفت” فهي ليست ميزة في هذا العصر.
التسويق الشخصي هو شيء أساسي في الوقت الذي نعيشه، فهو ما سيجعلك تتميز، لكنه في ذات الوقت سيف ذو حدين، يمكن أن تفرط في التسويق لنفسك وتوّلد سقف توقعات عالي وتتفاجئ به يتهاوى عليك، فلكل شيءٍ حد.
المصادر:
0 تعليقات