تم نشره فبراير 19, 2023
لماذا ما زلنا نسمع إعلانات في أثير الراديو؟
يصادف الثالث عشر من فبراير من كل عام “اليوم العالمي للإذاعة” بعد ما أعلنته اليونسكو عام 2011 م وهذا يذكرنا بالوقع الحميمي للراديو على مسامع أجدادنا ومن عاصروه منذ نشأته، فهو البث المباشر، طازج المحتوى، متزامن المكان والوقت المتناهي على أسماعهم، فهو للُأميين وسيلة المعرفة والتسلية والركود، وللشباب هو المصدر للأغاني والطرب، ولربات المنزل هو المحتوى السمعي الذي -يوسّع صدورهم- أثناء أداء الأعمال المنزلية، لذلك دخول الإعلانات عبر الراديو كان حتميًا للتجار والشركات، فاستغلال مزايا الراديو وإمكانياته أمر لابد منه، لكن مع اختراع التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي.. لماذا ما زلنا نسمع إعلانات في أثير الراديو؟
في الراديو مميزات لا يتّسم بها غيره، فتستطيع باستعانة الراديو الوصول إلى جمهور كبير، وتستطيع الإعلانات بالراديو استهداف بقعة جغرافية محددة، وميل الناس إلى ندرة تغيير أو إطفاء الراديو عند ظهور الإعلان، مما يفسح الفرصة للمعلنين بالترويج، مثل حملة بنك «سيتي» أو «citi» في دبي التي تستهدف سوء التفاهم الذي يسببه التنوع العرقي والثقافي بخسارة الأموال وعدم رضا العملاء بالخدمات أو ممارسة حريّتهم المالية، وتحويله إلى فرصة إعلانية، ولجذب الإعلان للمستمعين، صُنع الإعلان ببداية تتهكّم بواقع الاختلاف اللغوي الشاسع بين الطرفين.
استمع للإعلان
أيضا، للراديو هيبة ومكانة وميزة يفتقدها التلفاز، ففي عصرنا الحالي يستمع أغلبية الأشخاص للراديو عند القيادة، أو في الصالة أو المطبخ، بالضبط عندما يزاولون شيئًا آخر، أما عند مشاهدة التلفاز فأنت تكرس وقتك إليه، وتغير القناة أو تغادر عندما لا يناسبك المحتوى، فأثبتت الدراسات أن مستمعين الراديو نادرًا ما يغيرون القناة عند الاستماع للراديو، لأن الراديو هو تلك الخلفية والصوت المألوف الذي يكاد يصبح فردًا من أفراد الأسرة، فاستغلت الإعلانات تلك الرابطة العاطفية أو الحميمية لبث الإعلانات التجارية.
الراديو في كل مكان وكل زمان، يحمل الراديو ميزة تنافسية لا يحملها غيره، فهو يستهدف الناس -عالماشي- ، في مشاويرهم، وطريق دوامهم، وذلك شيء لا يتمتع به المحتوى المرئي، فسهولة الوصول مكّنت إعلانات الراديو من استغلال المساحة الصعبة للوصول إلى المحتوى المرئي، ولشدة تعلق الناس بالراديو، طُوّرت مواقع وتطبيقات تحاكي الراديو للاستماع إليها، حتى اُستُحدث الراديو تمهيدًا للصيغة الحديثة منه؛ البودكاست، الذي تُبث من خلاله أيضاً الإعلانات التجارية.
ما هو أكثر ما تحرص عليه في إعلانات الراديو؟
1-لا تطول السالفة وهي قصيرة
تتسم إعلانات الراديو بقصر مدتها، فهي ما بين 30 إلى 60 ثانية كحدٍ أقصى، فعلى المعلن تجنب الإطالة، والإيجاز بالإعلان بطريقة ذكية؛ فغالبًا ما تتبنى إعلانات الراديو الطابع الفكاهي والمزاح لجذب انتباه المستمع، مع الأخذ بعين الاعتبار أن خير الكلام ما قلّ ودلّ، فاختصار الإعلان أمر مهم بالإضافة لوضوح الرسالة المرسلة بالإعلان.
2-مد رجولك على قد لحافك
تستطيع إعلانات الراديو أن تتسق مع ميزانية التسويق كما يلمّح المثل الشعبي السابق، وأن تصل لأي جمهور تريد استهدافه، وتستعين أغلب الشركات بإعلانات الراديو لتوفير الميزانية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن لا ترضى بالقليل، فالتفاوض على حجز مكان ووقت جيد في الراديو لإذاعة إعلانك أمر مهم وحساس.
3-التكرار يعلم الشطار
من أهم أسباب نجاح إعلانات الراديو هو تكرارها في نفس الرتم ونفس الوقت وبطريقه ذكية، ومن الممارسات التي تقلل من فعاليتها هي العشوائية في حجز نقطة الإذاعة والوقت الصحيح، وتصبح -كأنك يا بو زيد ما غزيت- فعلى سبيل المثال: إذاعة الإعلان الساعة ٨ صباحًا يوميًا أفضل من إذاعته بأوقات عشوائية بدون جدولة ثابتة.
4-قديمك نديمك لو جديدك أغناك
لطالما شعرنا بالألفة والحنين للماضي وأي شيء قديم أو عهدناه في ريعان شبابنا، فنميل للوثوق بذلك الإحساس أو الوهم أن الشيء القديم الأصيل مصدر للثقة والصدق، على غرار ذلك توصلت دراسة أجرتها منصة «ماركتنق شيربا» إلى أن إعلان الراديو واحد من أبرز صيغ الإعلانات الموثوقة، بنسبة 71%، وبالنتيجة يمكن للإعلانات التجارية بناء مصداقيتها عبر ذلك، واكتساب ثقة الفئة المستهدفة، خصوصًا لو كنت تستهدف جيلاً متقدّمًا بالسن.
طيب، هل يسوى الاستثمار بإعلان الراديو؟
مع تزايد إعلانات المحتوى الرقمي وكثرته، وإمكانية المستخدم العادي على تجاوزه بسهولة، كإعلانات «اليويتوب» أو «سناب تشات»، لا يتسنّى للمستخدم العادي تجاوز إعلانات الراديو، فأثبتت دراسة أجرتها منصة «هبسبوت» (HubSpot) أن 57% من المستخدمين يتجاوزون الإعلانات قبل مقطع الفيديو، وبالنتيجة، المسوقون في شغل دائم على إيجاد السبيل لحث المستخدم على مشاهدة الإعلان.
هل البودكاست ابن الراديو البار؟
مهّد الراديو لنشأة وصناعة البودكاست. المنصة ذات التدوينات الصوتية، وقد يبدو كصيغة محدثة للراديو، لكن بمحتوى أغنى وتحكّم أكبر، وورث البودكاست من الراديو منهجًا قائمًا على الطلب كالذي كان ينتهجه الراديو، وهذا أحد أسباب نجاح الإعلان؛ ووقفًا لمنصة آدز ويز، “شهِد «البودكاست» زيادة بنسبة 81% في نسب استماع الإعلانات، بالإضافة إلى الوصول إلى ما يزيد عن 100 مليون مستمع شهريًا، ونظرًا إلى ذلك تتمتع إعلانات البودكاست بالفعالية نتيجة لثقة المستمعين بمقدم البودكاست، وتأثرهم بتأييده للمنتج، وتوصلت دراسة أجرتها «ايدسون ريسيرتش» في عام 2020 إلى أن 45% من المستمعين يؤمنون بأن مقدمي البودكاست يستخدمون العلامة المذكورة في برامجهم، ونظرًا إلى انسجام السوق المستهدف والبودكاست، أثبت البودكاست فعاليته في إبراز العلامة التجارية للشركة أمام جمهورها المستهدف والمهتم.
مصادر:
0 تعليقات