تم نشره يوليو 19, 2023
الإيموجي| اللغة التسويقية غير المكتوبة
- ليلى: ✋🏼
- سلمى: 😍
- ليلى: 🧐
- سلمى: 😔
- ليلى: 🫂
هل قدرت تفك الشيفرة في المحادثة السابقة؟
غالبًا سيفهمها كل متلقي على نحوٍ مختلف، من اسمها «رمز» فمعناها رمزي، ويبقى «المعنى في بطن الشاعر» 😁
نحاول قراءتها:
- السلام عليكم
- هلا والله
- وينك!
- متضايقة
- عناق مواساة
ممكن نعتمد في ترجمتنا للرموز على خانة البحث في لوحة مفاتيح الجوال، جرّب واكتب «تنهيدة، زعلان، ضحك..» وسيظهر لك شعور كل كلمة في رمز تعبيري. «الموضوع ممتع إنك تشوف شكل شعورك 🤝»
تعتبر الرموز التعبيرية، أو الإيموجي «Emoji»، في كثيرٍ من الأحيان «مُنقذة وتفّك أزمة😅» حين تخوننا الكلمة المناسبة أو في حالة الاستعجال ولا وقت لصَفّ الكلمات، لتُصبح اليوم عنصرًا أساسيًا ضمن عملية الكتابة وتواصل الناس مع بعضهم.
متى بدأت ظاهرة الإيموجي وما أصلها؟ وهل هي طريقة فعالة في التواصل؟ ومتى تكون لغة مناسبة في التسويق؟
تاريخ لغة الإيموجي
لا يخفى على أحد أن لغة التواصل والتعبير للإنسان الأول قبل الكتابة هي الرسم والرموز ونقشها على الصخور والكهوف، لذا يمكننا القول أن الإيموجي تعد النسخة المتطورة منها، لأنها تشترك معها في كونها “لغة الصورة”، فكان الرسم وسيلة التواصل بين الإنسان والتعبير عن ما يفكر فيه.
يعود أصل الإيموجي لليابان، فكلمة «Emoji» مكوّنة من كلمتين: «إي/ E = صورة»، «موجي/ moji = حرف»، واخترعها المصمم الياباني شيجيتاكا كوريتا الذي استلهم فكرتها من الرسوم اليابانية المصوّرة “المانغا”، ثم في عام 1999م أصدرت شركة الهواتف اليابانية NTT DOCOMO ١٧٦ إيموجي على هواتفها، ومع رَواج هذه الرموز صنّف قاموس أكسفورد هذا الإيموجي “😂” بأنه كلمة العام لأنه الأكثر استخدامًا عالميًا خلال عام 2015م.
تأثير الإيموجي على الرسائل النصية
تعجز الرسائل النصية أحيانًا عن إيصال مشاعرنا بشكلٍ حرفي فنستعين برموز الإيموجي لإكمالها، كما أنها تخفف من حدة المكتوب إن كان جامدًا أو استفزازيًا للتقليل من شدة الشعور على المتلقي.
تترك الإيموجي طابعًا وديًا أو شعوريًا على النص «قد يكون جيدًا 😍، وقد يكون 😠» –أنت من يُحدد هذا 🤷🏻♀️– حيث يلجأ 93% من الناس لاستخدامها لتخفيف حدة رسائلهم، و 65% من الناس يعتبرون التواصل بالإيموجي أكثر حرية في التعبير عن مشاعرهم من المكالمة الهاتفية. كما اعتبر 81% أن مستخدمي الإيموجي في التواصل هم أشخاص لطيفين والتواصل معهم مريحًا.
نجرّب الفرق؟
- أنا برا، لا تتأخر
- أنا برا، لا تتأخر 😁
الفرق بين العبارتين، الأولى جادّة، أما الثانية فيظهر فيها طابع المزاح تبعًا للإيموجي.
ومن هنا أصبحت الإيموجي ظاهرة ثقافية شكّلت طريقة تعبيرنا عن الأفكار وتواصلنا مع بعضنا البعض، وتأتي أهميتها في التسويق لإضفاء طابعًا إنسانيًا على لغة التواصل والصورة الذهنية للعلامة التجارية.
لماذا الإيموجي مهمة في التسويق؟
تعزز الإيموجي تواصلك مع الجمهور وتجعله أكثر إنسانية لأنها تُجسّد الشعور الذي تريد إيصاله. وكما هو معروف أن الإنسان يتفاعل مع المحتوى المرئي/ البصري أسرع بـ 60 ألف مرة من المحتوى النصي، وهنا تأتي أهمية الصورة التي تعتبر الإيموجي أحدها، بهذا فإن استخدامك لها قد يرفع معدل تفاعل الجمهور مع منشورك بنسبة 25% عن المنشور النصي. الإيموجي تجذب المتلقي للمحتوى ليُميّزه بين حشد الكلمات. أخيرًا، الإيموجي لغة عالمية يفهمها الكل دون الحاجة لخبير ترجمة 😎
متى أستخدم الإيموجي؟🤔
قبل استخدامك للإيموجي، ضع في الحسبان 3 نقاط رئيسة:
1- علامتك التجارية فَلّة أو رَزّة؟
نشاط علامتك التجارية والفئة التي يخدمها هو ما يحدد إمكانية استخدامك للإيموجي، فلو كانت مثلًا جهة حكومية في قطاعٍ ذو مكانة خاصة يمثّل قيمة معينة لدى الجمهور، هنا من الخطأ استخدام الإيموجي لأنها بطبيعة الحال تعتبر لغة تعكس طابعـًا عفويًا وبسيطًا عند المتلقّي. وأنت بحاجة لأن تظهر علامتك التجارية بمظهرٍ يليق بها وبمن تُخاطبه، متزن، رسمي، يتواصل مع الجمهور ضمن أُطر مُعينة.
أمّا لو كانت علامتك التجارية تخدم الجمهور بشكلٍ مباشر، مثل المطاعم، المنتجات الاستهلاكية، وغيرها.. فهنا يعد استخدام الإيموجي مُحببًا لأنه يعزز علاقتك بجمهورك ويجعلك قريبًا منهم، كما أنه يحفزهم على الشراء.
2- نبرة الصوت إخبارية أو جوّها السوالف؟
نبرة الصوت تأتي ضمن شخصية علامتك التجارية ونشاطها، هل تخاطب جمهورك بلهجةٍ بيضاء أم فُصحى رصينة؟ أسلوب المحتوى عاطفي وودّي أم رسمي؟ بإمكانك استخدام الإيموجي مع كافة النوعين سواءً كنت تخاطب جمهورك بالفُصحى أم البيضاء، ولكن لكل نبرة إطار ونوع محدد من الإيموجي لا يفضّل تجاوزه، لأن هذه الرموز تشكّل جزءًا كبيرًا من نبرة صوت العلامة التجارية وترسّخ صورة ذهنية معينة في ذهن عملائك، فالخطأ هنا ستكون نتائجه طويلة الأمد.
- أين وِجهة محتواك؟
تختلف نبرة الصوت ونوع المحتوى بين منصةٍ وأخرى، مع الاحتفاظ بمعايير محددة تجمع بينهما في كافة المنصات لتوحّد الهوية وتحفظ صورتها في ذهن جمهورها. مثلًا منصة تويتر ولينكد إن، في تويتر ستخاطب جمهورك المباشر «المستهلك» مثلًا، أمّا في لينكد إن أنت توجّه رسائلك لفئة الأعمال، فالوضع مختلف هنا، وكونه بيئة مهنية يلزمك الالتزام ببعض الحدود التي لا تخل بصورتك بينهم.
كيف أستخدمها؟
- انتبه من تشتت المشاعر 😵💫
«كل شيء لا زاد عن حدّه انقلب ضدّه» قاعدة معروفة🎯 الهدف من الإيموجي إكمال النقص وجذب الجمهور وتعزيز علاقتك بهم، لكن اعتمادك عليها بشكلٍ كامل وإلغاء أهمية الكلمة يُفقدك القيمة ويشتت جمهورك من فهم رسالتك بالشكل المطلوب، هذا غير أن المنشور المليء بالرموز يعتبر مزعجًا للقراءة. كما أن هذا الأمر يعطي انطباعًا هزليًا وعبثيًا عن علامتك التجارية.
- ابعد عن الشر وغنّي له🎤
خليك في المضمون وابتعد عن استخدام أي رمز إيموجي يحمل أكثر من معنى أو سياق مجتمعي غير معناه الأصلي، قبل أن تستخدم أي رمز تأكد من فهمك الكامل لمعناه وسلامته من أي تأويلات، لتجنّب علامتك التجارية أي إحراج أو عواقب.
- اختصر علامتك التجارية في إيموجي 🔵
الكثير من العلامات التجارية تخصص لها إيموجي محددًا وتستخدمه باستمرار في منشوراتها، اختر الإيموجي المناسب لنشاط ومكانة علامتك التجارية واربطه بها، بهذا سيتذكرك الجمهور في كل مرة يستخدمون أو يرَون هذا الإيموجي في أي محادثة أو منشور في فضاء التواصل الاجتماعي.
تمكّنت ماكدونالدز من توظيف الإيموجي وربطها بمنتجاتها بطريقة ذكية عززت من علامتها التجارية ورسّخت في ذهن محبّي وجباتها شعور معين خاص بكل صنف👇🏼
- بيع بإيموجي واحد بس 💸
بإمكانك استخدام الإيموجي بطريقة إبداعية في حملتك الإعلانية. على سبيل المثال في عام 2015 أطلقت دومينوز حملة باسم «Domino’s AnyWare» والتي قامت فيها على توجيه الأشخاص بطلب البيتزا فقط عن طريق إرسال إيموجي الـ 🍕. واو! طريقة ذكية تفاعل معها الجمهور وحققت نجاحًا كبيرًا في تقديم 50% طلب بشكلٍ رقمي، وهي نسبة تجاوزت الهدف الذي وضعته دومينوز لحملتها، وتبعًا لهذا طبعًا زادت المبيعات.
أصبحت الإيموجي اليوم لغة تواصل عالمية، توظيفك لها في محتوى علامتك التجارية أو محتواك الخاص يخدمك ويخدم علامتك بمواكبتك لهذا التغير، لكنها بالمقابل سلاح ذو حدّين، لأن هناك عدة معايير عليك مراعاتها كما ذكرناها مُسبقًا.
المصادر:
0 تعليقات