تم نشره أغسطس 22, 2023

هل سبق وتساءلت ليه لما تبحث عن كلمة «بيتزا» يظهر لك مطعم «دومينوز بيتزا» قبل أي مطعم آخر؟ أو ليه يعتلي «أمازون» قائمة نتائج البحث لما تبحث عن «جوال»، رغم وجود علامات تجارية عديدة مختصة ببيع الأجهزة، أكثر بكثير من أمازون الشامل لكل صغيرة وكبيرة؟

كل هذه.. حيل تسويقية ذكية تُدار بخفةِ يد خلف أسوار شبكات الويب غير المظلمة، هدفها الأساسي: هو تقريب المسافات، وزيادة المبيعات.

ونقول تقريب المسافات لأن التسويق هو أن تبقى ما استطعت على مرأى عميلك كخيارٍ دائمٍ متاح، فالحياة كما وصفها فنّاننا أبو نورة: ما هي إلا مشاهد ناظريك.

على أرض الواقع مثلًا، تنتهز المحلات التجارية فرصة فتح فروعٍ جديدة في أي مساحة شاغرة، وتستهلك أيامًا طِوال لدراسة استراتيجية المكان وقيمته الثمينة. فكم مرة نزلت تبحث عن صيدلية، ومررت النهدي لأنها الأقرب؟

لكن بالنسبة للعالم الرقمي الضخم، كيف تُنير لافتة متجرك وتجعلها ملحوظةً كلما سار العميل في طرقات الويب؟ وكيف تحوِّل المعادلة من «مسافة المشوار بس»، إلى *مسافة البحث بس؟

في هذه التدوينة.. ستجد الخلطة: خلطة تحسين محركات بحثك.

ما هي تحسينات محرِّكات البحث SEO؟

ما لا تعرفه، أن النتائج في محركات البحث لا تظهر عشوائيًا، وإنما تعمل كمكتبةٍ ضخمة تُصنَّف فيها الكتب وتُرتَّب. 

أبجديًا؟ باستخدام نظام ديوي العشري؟ الجواب حتمًا لا.

تستخدم تلك المحرِّكات مجموعة من الأساليب والتقنيات التي تسهِّل وصول الناس لصفحتك، وتجعلها تتصدر محركات البحث لديهم.

تخيَّل الأمر تمامًا كصدارة الدوري، حين يفهم المدرب لاعبيه وتوقعات الجمهور، ويترجمها في خططٍ تحقق سلسلة الانتصارات وتمكنه من نيل الصدارة.

بالضبط مثل تلك المعادلة الرياضية؛ تعمل تحسينات محرِّكات البحث؛ فما إن تفهم جمهورك، وتتوقع الكلمات المفتاحية (keywords) التي سيستخدمونها، تستطيع بالتالي أن تقود متجرك لنيل الصدارة كلما بحث عميلك -أو عميلك المحتمل- عن متجرك، وربما حتى عن منافسيك!

لماذا  الـ SEO مهمة؟

١-  رحلة رقمية متكاملة

تعد الـ SEO جزءًا رئيسًا من رحلة عميلك الرقمية، فبها يستطيع بسهولةٍ الوصول لك، وتكسب أنت بالمقابل ثقته فيك.

من المهم أن تعرف أن عقل العميل يعمل بطريقةٍ غرائزية، فعندما يرى علامةً ما ضمن النتائج الأولى في محرك البحث، يظن أنها الأفضل في مجالها، وإلا لماذا اعتلت النتائج دون غيرها؟ وهذا يترك أثرًا إيجابيًا في ذهنه، يحفزه على الشراء.

٢- زوار أكثر

وجودك في أعلى نتائج البحث، هو دعوة مفتوحة وعامة للتجول في عالمك واكتشاف ما تقدم. تمامًا مثل البدوي المعروف بكرمه الذي ينصب خيمته على أطراف الطريق ليقصدها المارّون. 

ضَع دائمًا في بالك: أننا في زمن السرعة، ولم يعد غالبية الناس -خصوصًا حينما يتعلق الأمر بالشراء- يتصفحون أكثر من صفحة في قوقل، وإنما يكتفون بأوائل النتائج التي تظهر لهم.

الـ SEO تجعل باب موقعك مفتوحٌ على الدوام يرحّب بالناس، الأمر الذي يجعلك «تسرق الجو» على منافسيك.

٣– حركة زوار ثابتة

على عكس وسائل التواصل الاجتماعي التي تعتمد على التجديد في المحتوى -فما يجذب العميل اليوم ليس ذاته ما يجذبه غدًا-، صُممت محركات البحث لتكون مصدرًا لأخذ المعلومة مباشرةً. 

لست هنا بحاجةٍ إلى الابتكار، أو ركب موجة «الترند»، فالـ SEO تضمن لك تواجدًا دائمًا في صدارة ترتيب نتائج البحث، ما يمنحك حركة زوارٍ دائمة.

يعتمد الناس دومًا على محرِّكات البحث، وهي أكثر مصادر الزيارة استخدامًا وأقدمها حتى. فجمهورك مضمون، فقط وصِّل اسمك له.

٤– يا بلاش:

كمسوِّق، نفهم أنك تخصص ميزانية لا بأس بها للترويج عن خدماتك وإعداد حملات رقمية تسويقية تطمح أن تكون ناجحة، لكننا هنا نقول لك.. ريّح جيبك.

الـ SEO هي أداة مجانية يمكنك استعمالها في أي وقت. لا يلزمك فيها إلا فهم عميق لها ولكيفية ضبطها.

لك حيلة؟ احتال

حيل صغيرة، لـ SEO خطيرة:

١- كلمات مفتاحية جوهرية

سواءً كانت كلمة واحدة، أو عدة كلمات، الكلمات المفتاحية هي -من اسمها- مفتاح دخول الناس لصفحتك. هي ما سيبحثون عنه، وما سيظهر موقعك لهم بناءً عليه.

حاول تلخيص محتوى متجرك كاملًا في بضع كلماتٍ أساسية تعبِّر عن نشاطك وخدماتك. لا يتعلَّق الأمر بعدد الكلمات قدر تعلقه بمعناها، كلما كانت عامةً وشاملة.. زادت كفاءتها.

تستعمل وزارة الثقافة السعودية على سبيل المثال كلمة «ثقافة» كمفتاحٍ يقود الناس لها. فإن كنت تريد كتابة موضوعٍ ثقافيٍ ما، قد تجد نفسك تتصفح أنشطة الوزارة وأخبارها دون أن تشعر.

٢- خير العناوين، ما قلّت ودلّت

عنوان موقعك، هو خير دليل لك.

حاول أن تجعل عنوان الموقع -المعروف بالـ URL- مختصرًا وسهلًا، ويحوي كلماتٍ رئيسة لا تتجاوز الستين حرفًا.

ضَع في بالك: أن محرِّكات البحث تعالج العناوين القصيرة أكثر من الطويلة، وتقترحها دومًا لتكون في أعلى نتائج البحث.

٣- السرعة السرعة، لا بارك الله في البطء

جرَّب موقعك مرة ومرتين وثلاث، حاول رصد أي الصفحات تحميلها أبطأ؟ وما الذي يجعلها ثقيلة لا تُفتح بسرعة؟

تؤثر سرعة الموقع في ظهوره ضمن نتائج البحث، فمحرِّكات البحث تفضِّل المواقع السريعة التي لا تتطلب وقتًا في التحميل. ناهيك عن أن العميل قد يمل الانتظار، وينصرف عنك في لحظةٍ إلى غيرك.

إذا رغبت بقياس سرعة موقعك، ينصحك مشبك بتجربة أداة Google PageSpeed Insights المجانية التي ما إن تضع رابط موقعك فيها.. ستُظهر لك مدى سرعته.

٤- محتوى أصيل، لا يشبه أحدًا غيرك

اجعل محتواك مميزًا وفريدًا.

ضع ثقتك في المبدع الذي بداخلك، وأنشئ محتوى أصيل ليس مكررًا ولا منسوخًا، مع مراعاة أن يكون سهل التصفح، ومرتبًا بحيث يُغري الزائر بالبقاء.

تميل محرِّكات البحث -خصوصًا Google- إلى تفضيل المحتوى الجديد، وقد تزيل أحيانًا بعض الصفحات في سبيل الحد من سرقة المحتوى، وحماية الملكية الفكرية.

٥- المحتوى فكرة، والفكرة لا تموت

من الأمور التي تضمن زوارًا دائمين، ليس اليوم فقط وإنما بعد شهورٍ وسنين، هو «المحتوى دائم الخضرة». 

حاول أن تجعل محتوى موقعك قابلًا للاستخدام على المدى الطويل ولا يمكن أن يبدو «طقة قديمة»، هذا قد يشمل: صفحة التعريف، صفحة الخدمات، والسياسات.

قِس الأثر

تحسين محرِّكات البحث لوحده لا يكفي، بل يحتاج إلى متابعةٍ تلو متابعة لتتأكد أنك فعَّلتها كما يجب. قد تحصل صفحتك على زياراتٍ من مختلف المنصات كتويتر وإنستقرام وغيرها، لكن كي تتأكد أنك قد حزت صدارة محركات البحث، راجِع الزيارات الطبيعية (Organic Traffic) التي تشير إلى تلك الزيارات التي وصلتك من محرِّكات البحث وحدها، وكانت مجانيةً وغير مدفوعة.

للـ SEO أثرٌ ممتد، قد تلحظه ببساطةٍ في زيادة المبيعات، أو زيادة وعي الناس حول علامتك ومعرفتها أكثر، والأهم.. ستلحظ أن جمهورك صار أوسع. ومثل البدوِّي الكريم الذي لا تخلو خيمته من الضيوف.. لن تخلو صفحتك من الزوّار.

المراجع:

1 

2

3

SEO, العملاء, العميل, تسويق, تسويق رقمي