تم نشره أغسطس 22, 2023
مستقبل ثريدز في منافسة إكس
دخل ثريدز كمنافس لمنصة تُعد من أقوى وأشهر المنصات في التواصل الاجتماعي «إكس» -تويتر سابقًا-، ولا شك أن هذا يُعد أكبر مُهدِد لمستقبل ثريدز كون منافسه شرسًا، ولعله يُنبئ بشجاعة القرار والثقة في المنتج من جهةٍ أخرى، ولكن هل ثريدز قادر على المنافسة والنجاح أم أن وجوده أمرٌ لن يطول!
ماذا تعرف عن ثريدز؟
هو تطبيق تواصل اجتماعي، مملوك لشركة التكنولوجيا الأمريكية ميتا Meta platforms المالكة لانستقرام وفيسبوك. يعمل التطبيق بشكلٍ مشابه لمنصات التدوين الصغيرة الأخرى مثل إكس.
في بداية الانطلاقة كان هناك إقبال لا بأس به على ثريدز خصوصًا بعد أن أنشأت الجهات الحكومية والمؤسسات حساباتٍ لها على المنصة، وهذا بشكل غير مباشر أعطى الجمهور نسبة من الثقة والأمان للتطبيق، كما أنه في بداية أي تطبيق يبدأ الفضول لاستخدام التطبيق واستكشاف مميزاته وسلبياته وهي ما تحدد استمرار المستخدم في التطبيق أو هجره والاستغناء عنه.
بعض مزايا ثريدز التي قد تُصنف إيجابية أو سلبية حسب تفضيل المستخدم:
- ارتباطه التام بانستقرام وعدم إمكانية فتح حساب مُستقل، فمن الضروري إنشاء حساب على الانستقرام أولًا.
- اسم المستخدم يجب أن يكون مطابقًا لاسم المستخدم على الانستقرام ولا يمكن تغييره إلا عن طريق تغييره في انستقرام.
- عدد الحروف في المنشورات يصل إلى 500 حرف.
- عرض قائمة حسابات المتابِعِين والمتابَعون على الانستقرام لسهولة متابعتهم في ثريدز.
- إرسال طلب متابعة لمستخدمي انستقرام في حال أن المتلقي لم يُنشئ حساب في ثريدز بعد.
- مشاركة منشورات ثريدز كمنشور أو قصة “Story” في انستقرام أو منشور على إكس.
- في حال حظر أي حساب على ثريدز سيتم حظره تلقائيًا على انستقرام.
إكس أو ثريدز؟
يرى الكثير أن مستقبل ثريدز الفشل كبقية التطبيقات التي ظهرت على الساحة لتنافس إكس (تويتر سابقاً) ، وفعلًا كان هذا مصيرها، فكانت تستلم أمام إكس ليُكمل هو طريقه. مثال على تلك التطبيقات: باث وفيل إت وميوي، وكذلك مومنتس الذي حاول جاهدًا تعويض جمهور باث ولم ينجح. وتتشابه الخصائص بين ثريدز وإكس بشكل كبير، فكلاهما يدعم الفيديو والصور والنصوص القصيرة، وكذلك يُمكّن المستخدمين من الإعجاب والتعليق على منشورات بعضهم البعض، بالإضافة إلى أن هناك ميزة مشتركة أيضًا وهي خاصية التوثيق التي تُضيف للمستخدمين خصائص ومزايا أوسع. يتميز إكس عن ثريدز بوجود المساحات الصوتية والوسوم “Hashtag” كما أن التواجد الكبير للمؤسسات والشركات والوزارات والجهات الرسمية تجذب الناس للمنصة وتمنح شعورًا بالأمان والألفة، بالإضافة إلى أنها تسهّل الوصول للخبر والمعلومة.
بطبيعة الحال هناك سلبيات وإيجابيات لكل تطبيق تُساهم في نجاحه أو فشله، ولعلنا نتحدث قليلًا عن ما يحتويه ثريدز بتفصيلٍ حتى الآن؛ مع الأخذ بعين الاعتبار أنه ما زال تحت التطوير والتغيير كما ذكر مؤسسه مارك زوكربيرغ بأنه التطبيق سيقدم المزيد من المزايا في سبيل جذب الجمهور.
الجهات الحكومية في ثريدز
بمجرد أن تم الإعلان عن منصة ثريدز تفاعلت الجهات الحكومية في المملكة العربية السعودية وقامت بإنشاء حساباتٍ خاصة بها، وكانت الأسبقية لـوزارة الرياضة ثم تلتها باقي الوزارات حتى وصل العدد لأكثر من 20 وزارة، وعلى الرغم من أسبقية وزارة الرياضة بالتواجد على المنصة إلا أنها قليلة التفاعل، واكتفت بمنشورين فقط منذ خمسة أسابيع، بالإضافة لبعض الوزارات التي لم تنشر أي منشور بعد مثل وزارة الثقافة والتعليم، وعلى العكس تمامًا لتفاعل وزارة السياحة، فهي نشطة وتنشر محتوى بشكل شبه يومي.
هل ثريدز مناسب للشركات والجهات؟
بكل تأكيد أن الجهات والشركات تهتم في تواجدها الرقمي بوصولها لأكبر شريحة من الجمهور ومخاطبته بشكل مباشر؛ لتصل إلى أهدافها وغاياتها سواء كانت توعوية أم ترويجية وتسويقية، في الوقت الحالي يعتبر ثريدز غير مُجدٍ لهم بسبب محدودية عدد المستخدمين وشُح التفاعل فيه. وهذا يوصلنا إلى أن المنصة ليست مساحة جذابة للإعلان بعد؛ لفقدها أهم نقاط النجاح في الإعلانات وهو الوصول السريع لأكبر شريحة من الجمهور.
بالإضافة أن خاصية البحث في ثريدز لا تدعم البحث عن الكلمات والنصوص وتقتصر على الحسابات، وهذا يؤكد بأن ثريدز منصة لا تناسب الإعلانات؛ لأنها تقلل من فرص الظهور.
التحدي في الاستمرارية لا البدء، فهل سيستمر ثريدز؟
قد يكون من الصعب الجزم بنجاح أو فشل تطبيق جديد، ولكن ثريدز الآن يشهد تراجعًا ملحوظًا في التفاعل، حتى أن الكثير من الحسابات خالية من المنشورات، والبعض الآخر اكتفى بأول منشور وبعد ذلك أهمل حسابه؛ لعدم وجود تفاعل.
وبحسب ما ذكرته صحيفة الشرق الأوسط بأن الأرقام أظهرت تراجعًا كبيرًا في عدد المستخدمين النشطين بشكلٍ يومي لتطبيق ثريدز بنسبة تصل إلى 70%، بجانب تراجع معدلات تحميل التطبيق من المتاجر الإلكترونية. ولعلنا نوجه تساؤل لقارئ التدوينة: هل أنشأت حساب على ثريدز أم أن الموضوع لم يجذب انتباهك بعد؟
وكما ذكرنا سابقًا بأن المنافس الأكبر لثريدز هو تطبيق إكس الذي يشهد حاليًا تغييراتٍ كبيرة، بدايةً بتغيير الاسم والهوية من “تويتر” إلى “إكس”، ثم تحديد عدد الرسائل الخاصة للحسابات غير الموثقة، وعدم إمكانية التواصل عن طريق الرسائل الخاصة إلا إذا كانت هناك محادثة سابقة، وغيرها من التحديثات التي تُشكّل تحديًا عند استخدام التطبيق. وعلى حد قول إيلون ماسك المالك الجديد لإكس: أن هناك تغييرات كثيرة سيشهدها التطبيق، منها ما تطبّق الآن، ومنها ما سيُطبق في الأيام القادمة، وربما تكون هذه التغييرات سببًا في ابتعاد الناس عن إكس مستقبلًا وتوجههم لثريدز، لاسيما أن مستخدمي إكس بدؤوا يعبّرون عن ضجرهم وتذمرهم من التغيرات والخصائص الجديدة، وهذا بكل تأكيد سيكون في صالح ثريدز ويجعله يتصدّر المشهد.
ما هي أهم المعايير التي تحدد ضرورة تواجدي على تطبيق أو منصة جديدة؟
مع كثرة التطبيقات والمنصات الرقمية تسعى العلامات التجارية إلى مواكبة هذا الركض لتبقى دائمًا بقرب جمهورها وفي ذاكرتهم، لكن متى يكون هذا التواجد مناسبًا للعلامة التجارية؟ هناك عدة معايير عليك أخذها بعين الاعتبار قبل الانتقال لمنصةٍ رقميةٍ جديدة، حتى يبقى تموضعها راسخًا في ذهن جمهورك، ولا يكون جهدك عبثًا..
اسأل نفسك هذه الأسئلة:
- هل أبدأ بمنصة واحدة أم أتواجد في كل المنصات دُفعةً واحدة؟
من الخطأ تأسيس حسابات لعلامتك التجارية في كافة المنصات مرةً واحدة دون تحديد ملاءمتها لنشاطك التجاري، ابدأ بمنصة واحدة أو منصتين وركّز جهدك عليها وابنِ قاعدة جماهيرية وثقة، ثم انتقل بعدها لغيرها.
- من هو جمهوري المستهدف؟
لكل منصة شريحة مستخدمين مختلفة، حسب الجنس والعُمر والحالة الاجتماعية، هل وجودك في منصةٍ ما يعني وصولك لجمهورك المستهدف؟ وكم هي نسبة هذا الوصول؟
- ما هو نوع المحتوى الذي أقدّمه؟
هل يقوم محتوى علامتك التجارية على المحتوى النصي أم البصري؟ ما هي المزايا التي تقدمها المنصة وتخدم محتوى علامتك التجارية؟ إجابتك تحدد أي منصةٍ مناسبة لك.
- هل أنتقل لمنصةٍ جديدة فورًا؟
قد يأخذك الحماس وتخاف التأخر عن الركب عند ظهور تطبيقٍٍ جديد، فتلحق بهم ثم بعد فترة تُهمل حسابك. انتظر وقِس فعالية المنصة وادرس مميزاتها وطابقها مع حاجة علامتك التجارية لها، ولا تنسَ دراسة تواجد المنافسين عليها، بالإضافة للجمهور المتواجد على هذه المنصة،
هل تواجدك سيضيف لك قيمة؟ هل ستوسّع قاعدة جمهورك؟
نهايةً.. هل فكرت ذات مرة لو كنت أنت مؤسس ثريدز، ما هو أهم شيء ستحرص عليه؟
قد يكون تسهيل الوصول للرسائل الخاصة “عكس إكس حاليًا”، استقلاله التام عن انستقرام، إتاحة حروف أكثر أو زيادة عدد الصور في كل منشور، وغيرها الكثير من الأفكار التي تتبادر إلى ذهنك كمستخدم، وهذا يساعد كثيرًا في النجاح التطوير، ولكن هل ما يتبادر إلى ذهنك الآن هو نفس ما يتبادر إلى ذهنك كمؤسس؟ لو كنت مكان مارك زوكربيرغ كمالك وليس مستخدمًا فقط!
المصادر:
Threads, إكس, تسويق رقمي, تويتر, ثريدز, سوشل ميديا, منصة جديدة
0 تعليقات