تم نشره يونيو 26, 2024
كيف يُحدث صغار المؤثرين ثورة في عالم التسويق؟
في عالم التسويق المتغير باستمرار، تبحث العلامات التجارية عن طرق مبتكرة للتواصل مع جمهورها المستهدف وكسب ثقته، ومن ثم زيادة المبيعات، هنا يبرز صغار المؤثرين كحل مثالي لهذه التحديات، وقد أثبتت الدراسات فعاليتهم الهائلة في التأثير على قرارات الشراء.
هذا الأمر ليس غريبًا، حيث يميل المتابعون إلى الثقة في صغار المؤثرين بشكل أكبر لأنهم ينظرون إليهم على أنهم أكثر صدقًا وموثوقية. ففي استطلاع رأيٍ حديث وُجد أن 82% من المستهلكين يتبعون توصيات أحد صغار المؤثرين -على الأقل- على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي دراسة أجرتها Edelman وجدت أن 63٪ من المستهلكين يثقون في توصيات المؤثرين بشكل أكبر إذا كانوا يرون أن هؤلاء المؤثرين يستخدمون المنتجات بالفعل في حياتهم اليومية.
في هذه التدوينة، سنتعرف على الدور المهم الذي يلعبه صغار المؤثرين في الوصول إلى الجمهور المستهدف، وكيف يساعد التعاون معهم العلامات التجارية في تحقيق نتائج مذهلة؟!
من هم صغار المؤثرين؟
هم مبدعون على منصات التواصل الاجتماعي، يمتلكون جمهورًا يتراوح بين 10,000 و 100,000 متابع، يُعرفون بأصالة محتواهم، وتفاعلهم المباشر مع متابعيهم؛ مما يخلق ثقة ومصداقية بينهم وبين الجمهور.
لماذا تفضّل العلامات التجارية التعاون مع صغار المؤثرين؟
بمشاركتهم اللطيفة لتفاصيل حياتهم الواقعية، وبعفويتهم في تقديم محتواهم، أصبح دعم صغار المؤثرين لأي منتج أو خدمة يبدو كتأييدٍ شخصي، وليس إعلانًا مدفوعًا. فقوّة صغار المؤثرين لا تكمُن في حجم جمهورهم، ولكن في مستوى تفاعلهم المباشر معهم، كونهم يردّون على التعليقات والرسائل ويخلقون شعورًا بالانتماء للمجتمع.
ومن وجهة نظر اقتصادية، يعتبر التعاون مع صغار المؤثرين خيارًا فعالاً من حيث التكلفة، خاصة للشركات الصغيرة والناشئة، كما يتيح استهداف فئات محددة من الجمهور بدقة، مما يجعل الحملات المدفوعة ذات جدوى . بالإضافة إلى ذلك، يساعد صغار المؤثرين العلامات التجارية على مواكبة أحدث الاتجاهات على منصات التواصل الاجتماعي.
وقد أثبتت إحدى الدراسات هذا، حيث أظهرت أن 68% من الخبراء في مجال التسويق يؤمنون بفعالية صغار المؤثرين في زيادة الوعي بالعلامة التجارية، وتحسين المبيعات، وتعزيز المشاركة. بالإضافة لتقرير أعدته ITCAN أشار إلى أن الشركات في السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي تفضّل التعاون مع صغار المؤثرين للوصول إلى الجمهور المستهدف بفعالية أكبر.
كيف تبني شراكات ناجحة مع صغار المؤثرين؟
هل سبق وتعاونت مع أحد صغار المؤثرين ولم تأت النتائج كما توقعت؟ بل بالعكس، لم يستطع هذا المؤثر توصيل صوت علامتك التجارية للجمهور، فبدا غير واثق ومتشكك؛ مما انعكس سلبًا على حملتك التسويقية؟
التعاون مع صغار المؤثرين في الترويج لعلامتك التجارية هو سلاح ذو حدين، وإتقان كيفية عقد شراكة ناجحة مع هؤلاء المؤثرين أمرًا ليس صعبًا، وقد يعود عليك بنتائج مذهلة، فقط إن استطعت أن تأخذ بعين الاعتبار بعض الأمور:
- اعقد علاقات طويلة الأمد: كريستيانو رونالدو، شاكيرا، محمد صلاح، عمرو دياب وغيرهم الكثير من النجوم الذين تُوجّوا كسفراء لشركة بيبسي منذ سنوات، استمرار هذا التعاون بين بيبسي وهؤلاء النجوم كان سببًا في الانتشار الواسع لعلامتها التجارية. استفد من تجارب العلامات التجارية الكبيرة مثل بيبسي، واعقد شراكات مع صغار المؤثرين، وركّز على بناء علاقات مستدامة معهم، حيث يتيح لهم التعاون المستمر أن يصبحوا أكثر دراية بعلامتك التجارية، مما يؤدي إلى دعم أكثر صدقًا وإقناعًا لعلامتك التجارية.
- تعاون معهم: لتحقيق أقصى استفادة من العمل مع صغار المؤثرين، تعاون معهم في عملية إنتاج المحتوى، فرؤيتهم الإبداعية يمكنها أن تضيف قيمة كبيرة لحملاتك التسويقية.
- عالج التحديات: قد يمثل التعامل مع صغار المؤثرين تحديًا حقيقيًا بسبب تفاوت مستويات احترافيتهم، والحاجة إلى التواصل المستمر معهم. للتغلب على هذه الصعوبات، عالج هذه التحديات عن طريق تحديد أهدافك وتوقعاتك بوضوح منذ البداية، وحافظ على تواصل منتظم معهم طوال فترة التعاون.
كيف تقيس فعالية حملاتك التسويقية عبر صغار المؤثرين؟
لم تعد أرقام المشاهدات، والإعجابات، والتعليقات، والمشاركات، واستخدام الكود الترويجي كافية وحدها للتحقق من نجاح الحملة التسويقية التي تتعاون فيها مع صغار المؤثرين، فتعليقات الجمهور لفهم آرائهم ومشاعرهم تجاه العلامة التجارية هو المفتاح الحقيقي للوصول إلى رؤى أعمق، مما يساعدك في تحسين الحملات المستقبلية.
أمثلة عملية على حملات ناجحة:
أدركت شركة نايكي Nike أهمية التسويق المؤثر في الوصول إلى جمهورها المستهدف. ولهذا، تعاونت بشكل فعال مع صغار المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي لتعزيز حملاتها التسويقية وزيادة الوعي بعلامتها التجارية.
لماذا اختارت نايكي صغار المؤثرين؟
- القُرب من الجمهور المستهدف: تُتيح قاعدة جماهير صغار المؤثرين المُهتمة بالرياضة لعلامة تجارية مثل نايكي إمكانية الوصول إلى شرائح محددة من عشاق الرياضة، مثل محبي كرة القدم أو عشاق الجري، بشكلٍ أكثر فعالية من خلال حملات تسويقية مُوجهة.
- المصداقية: يتمتع صغار المؤثرين بمصداقية عالية وارتباط قوي مع متابعيهم، مما يزيد ثقة الجمهور في توصياتهم.
- التكلفة: يتطلب التعاون مع صغار المؤثرين ميزانية أصغر بكثير مقارنة بكبار المؤثرين، مما يجعله خيارًا أكثر فعالية من حيث التكلفة.
أمثلة لحملات نايكي الناجحة بالشراكة مع صغار المؤثرين:
- #JustDoIt: شجّعت هذه الحملة العالمية صغار المؤثرين الرياضيين على مشاركة قصصهم الملهمة حول كيفية تحقيق أحلامهم.
- #NikeByYou: سمحت هذه الحملة للعملاء بتصميم أحذيتهم الخاصة، وقام صغار المؤثرين بالترويج لها لعرض إبداعهم وربطها بشخصياتهم.
استفادت نايكي من شراكتها مع صغار المؤثرين،حيث شجع هؤلاء جمهورهم على التفاعل مع العلامة التجارية ومشاركة آرائهم حول منتجاتها؛ مما زاد الوعي بها، كما أدت توصيات صغار المؤثرين إلى تحفيز المبيعات وزيادة الطلب على منتجات نايكي.
حملة متجر Solaris بلاك فرايدي
بالرغم من أن “الجمعة السوداء” يعتبر أحد أصعب المواسم للتميز في مجال التسويق، استطاعت سلسلة مطاعم Solaris بمساعدة صغار المؤثرين النجاح في هذا الموسم بحملة تسويقية إبداعية، حيث عرضت السلسلة منتجاتها من الأطعمة باللون الأسود، وشارك صغار المؤثرين بصورهم مع هذه الأطعمة السوداء. استطاعت الحملة الوصول إلى 246,606 شخصًا، وحصلت على 7392 إعجابًا، و150 تعليقًا بمعدل تكلفة 0.12 يورو لكل تفاعل.
حملة شركة Glossier لمستحضرات التجميل
“نساء حقيقيات ولسنَ عارضات” هنّ الوجوه التي لجأت إليها شركة Glossier، والتي تعاونت بشكل متكرر مع صغار المؤثرات للترويج لمنتجاتها الجديدة، حيث كانت تعطي الأولوية في حملاتها التسويقية للنساء اللواتي يستهلكن منتجاتها بشكل يومي على العارضات المشهورات، هذا الأمر أضفى الجاذبية على Glossier وجعلها أقرب للجمهور، وزاد من ولائه لها.
تعاونك مع صغار المؤثرين له استثمار عائد على تعزيز علامتك التجارية ومكانتها بين جمهورها، لأن للمؤثر تأثير فعّال بين من يتابعه، بالتالي هو يعزز لديهم قرار الشراء، وهذا يعود لبحثك ومعرفتك للمؤثر المناسب لعلامتك والقريب من جمهورك.
المصادر:
0 تعليقات