loading

أظهر المعلومات

© Meshbak 2023
Saudi Arabia, Riyadh

المسؤولية الاجتماعية كأداة للنجاح

تم نشره أغسطس 27, 2024

المسؤولية الاجتماعية كأداة للنجاح

تخيّل أنك في أثناء رحلة تسوّقك اليومي تقف أمام رف مليء بمنتجات متشابهة، أيهما ستختار؟ ربما تميل إلى المنتج الذي يحمل شعار علامة تجارية تدعم قضية اجتماعية تعجبك، مثل حماية البيئة أو دعم التعليم. هذا هو بالضبط ما يحدث مع الملايين حول العالم، حيث أكد 77% من المستهلكين أنهم يفضلون الشراء من العلامات التجارية ذات القضية، والتي تسعى لجعل العالم مكانًا أفضل، كما سجلت العلامات التجارية التي تحمل إعلاناتها المعايير الاجتماعية والبيئية مثل المنتج صديق للبيئة أو قابل للتحلل العضوي متوسط نمو تراكمي بلغ 28% على مدى خمس سنوات، مقابل 20% للمنتجات الخالية من هذه الإعلانات.

لماذا يفضّل الناس الشركات المسؤولة اجتماعيًا؟

لأننا جميعًا نبحث عن معنى أعمق في قراراتنا الشرائية، نريد أن نشتري منتجات ليس فقط تلبي احتياجاتنا، بل تساهم أيضًا في بناء عالم أفضل. عندما تختار منتجًا من شركة ملتزمة بالمسؤولية الاجتماعية، فإنك تشعر بأنك جزء من حركةٍ أكبر، وأنك تساهم في إحداث تغيير إيجابي. وهذا ما أكدته دراسة أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية وجدت أن 60% من العملاء مستعدون لدفع مبالغ إضافية لشراء المنتجات المستدامة بيئيًا وأخلاقيًا.

في عالم المسؤولية الاجتماعية الصيت قبل الغنى

يمكن تعريف المسؤولية الاجتماعية ببساطة بأنها واجب أخلاقي على العلامات التجارية تجاه المجتمع والبيئة. فلا يصبح هدفها الربح فقط، بل يمتد لتحمل مسؤولية المساهمة في تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية للمجتمع.

أرامكو: عندما يصل الأثر  إلى الملايين على مدار سنين

منذ عام 1954 تعاونت أرامكو مع الحكومة السعودية لتوفير البنية التحتية والمرافق اللازمة لتعليم ما يزيد عن مليوني طالب وطالبة، أي ما يعادل 6% من إجمالي سكان المملكة العربية السعودية في عام 2023.

رحلة العطاء الصحية

قافلة غير عادية تقطع مسافات طويلة لتصل إلى أبعد المناطق في أرجاء المملكة، هدفها هو إيصال الرعاية الطبية لأكثر من 22,000 شخص، إنها عيادة صحية متنقلة تابعة لأرامكو.

ملايين الأشجار، لمستقبل أخضر

4 ملايين شجرة تغطي مساحات شاسعة من أراضي المملكة باللون الأخضر. هذه فقط بداية مشوار أرامكو في تحقيق رؤيتها المستقبلية الهادفة إلى خلق توازن بين الطاقة والبيئة، وما زالت أرامكو تزرع ملايين الأشجار لتحقيق هذا التوازن.

STC

بتوفير 1460 حل تقني، استفاد منه 35 ألف موظف، استطاعت STC المساهمة في خفض التكاليف المالية وتحسين الكفاءة التشغيلية في 560 جمعية خيرية ومنظمة غير ربحية في 48 مدينة حول المملكة.

قوقل

رصدت قوقل مليار دولار لمبادراتها المختلفة التي تدعم التعليم للجميع لخمس سنوات قادمة، من ضمن هذه المبادرات Google Classroom والتي وصل عدد مستخدميها إلى أكثر من 150 مليون مستخدم حول العالم، يشمل هؤلاء المستخدمين الطلاب، والمعلمين، ومديري المدارس.

كيف تبني سُمعة قوية من خلال المسؤولية الاجتماعية؟

  1. تحديد القيَم الأساسية: قصة الهوية

إذا ما نظرنا إلى العلامة التجارية على أنها شخص لديه قيَم ومبادئ يؤمن بها. فكما نختار الأصدقاء الذين يشتركون معنا في نفس القيَم، فإن العملاء يختارون العلامات التجارية التي تشاركهم قيَمهم، شركة أبل مثلاً، لم تكتفِ بصناعة تكنولوجيا متقدمة، بل أطلقت مبادرة “كل شخص يستطيع البرمجة” لتعكس إيمانها بتمكين الأفراد من خلال التكنولوجيا، هذه المبادرة ليست مجرد حملة تسويقية، بل هي انعكاس حقيقي لقيَم الشركة وجزء لا يتجزأ من هويتها.

  1. الشفافية والصدق: بناء الثقة حجرة بحجر

تكتسب العلامات التجارية السُمعة القوية عندما تتحدث بصدق وشفافية مع عملائها، فعندما تنشر العلامة التجارية تقاريرها السنوية، وتشارك قصص نجاحها وتحدياتها، فإنها تبني جسور الثقة مع العملاء.

 

  1. التواصل مع المجتمع المحلي

العلامات التجارية ليست جُزر معزولة، بل هي جزء من مجتمعٍ أكبر، فعندما تتفاعل هذه العلامات مع مجتمعاتها المحلية، من خلال رعاية الفعاليات، وتشجيع الموظفين على المشاركة في البرامج التطوعية، فإنها لا تساعد المجتمع فحسب، بل تعزز صورتها الإيجابية. وهذا ما قام به بنك الرياض حيث تبرّع 906 موظفًا بالدم؛ مما ساهم في إنقاذ 2880 حياة.

  1. قياس الأثر: تتبّع خطوات النجاح

كل رحلة تحتاج إلى خريطة، وكل مشروع يحتاج إلى أهداف واضحة. عندما تقيس الشركة أثر مبادراتها، فإنها تتأكد من أنها تسير في الاتجاه الصحيح. تخيّل أنك تبني منزلًا، فأنت بحاجة إلى قياس كل خطوة للتأكد من أن المنزل يُبنى بشكل صحيح، كذلك الأمر بالنسبة للمبادرات الاجتماعية، يجب قياسها وتقييمها بشكل مستمر لتحسينها.

  1. مشاركة القصص: إلهام الأجيال القادمة

القصص هي أقوى وسيلة للتأثير في الناس، عندما تشارك الشركات قصص نجاحها، فإنها تلهم الآخرين، وتشجعهم على اتباع نهج مماثل. تخيّل أنك شاهدت فيديو مؤثرًا عن علامة تجارية حوّلت منطقة مهملة إلى حديقة عامة، ألن تشعر بالإلهام لتقديم المساعدة؟

خير الأعمال أدوَمها، وإن قل

عند النظر إلى عمالقة العلامات التجارية التي لها مساهمات اجتماعية كبيرة، قد تبدو المسؤولية الاجتماعية للعلامات المتوسطة والصغيرة حُلم بعيد المنال، الخبر السعيد هو أن مجرد التطوع في منظمة غير ربحية، أو تنظيم حملة توعية، أو دعم مشروع صغير كلها مبادرات قد تبدو بسيطة، لكنها تدخل في صميم المسؤولية الاجتماعية.

 

اليوم، لا يكفي أن تكون العلامة التجارية ناجحة ماديًا فقط، فالناس يريدون أن يشعروا بأنهم جزء من شيءٍ أكبر يؤثر على مجتمع بطريقة إيجابية. لهذا نجد أن العلامات التجارية التي تهتم بالبيئة والمجتمع هي التي تكسب ثقة العملاء، وتحقق نجاحًا على المدى الطويل.

 

المصادر:

1

2

3

4

5

6

7

8

, , , ,

meshbak_admin

0 تعليقات

اترك تعليقاً

قم بتنزيل هذا المستند
أدخل عنوان بريدك الإلكتروني لتنزيل هذا المستند