تم نشره ديسمبر 31, 2019
لماذا لا تكون الملفات الأصلية ملكاً للعميل؟
لماذا لا تكون الملفات الأصلية ملكاً للعميل؟
ما السبب في رفض تسليم الملفات الأصلية للعميل؟
قد يصلك بريدًا إلكترونيًا في نهاية عملك، وفجأة، يطلب منك العميل أن تسلمه كافة الملفات الأصلية للأعمال المتعلقة به، سواءً كنت تابعًا لشركة تصميم إبداعية أو تعمل بشكلٍ مستقل.
عندها، ما التصرف الصحيح الذي تتوقعه؟ تسلّمه الملفات؟ أم ترفض؟
قبل معرفة الأسباب وراء تسليم أو عدم تسليم العميل ملفات العمل الأصلية يجب أن نتفق على عدة أمور:
أولاً: هل تعتبر هذه الملفات حق للعميل وأنت تحجبها عنه؟ أم أنها بالأصل ليست حقًا له؟
ثانيًا: ما هي طبيعة التعاقد بينك وبين العميل؟
ثالثًا: ما نوع الملفات التي يطالب بها العميل؟
لمعرفة الإجابة دعونا نغوص أكثر في عالم الملفات الإبداعية وطبيعتها.
الملفات هي جزء من عمل تم الاتفاق عليه، قد يكون تصميم منشور، عمل فني، صور فوتوغرافية، تصميم هوية متكاملة، أو ما يأتي كعمل من ناحيةٍ فنية أو إبداعية.
عادةً يكون الملف بعدة صيغ، والملف المفتوح هو ما يمكن التعديل عليه بشكلٍ كلي بحيث يحتوي على جميع الروابط المفتوحة له ويمكن إخراجه والتعديل عليه بشتى الطرق.
والعقد عادةً هو ما يتم بين طرفين، الطرف الأول (شركة أو فرد) والطرف الثاني العميل، بحيث ينص على تسليم العمل للعميل حسب المواصفات المتفق عليها، أي أن الاتفاق يكون على المخرجات والشكل النهائي. وهذا أمر معتاد لو قِسناه على حياتنا العامة، فنحن حين نشتري سلعةً ما نحصل عليها بشكلها النهائي دون الاطلاع على تفاصيل التصنيع الدقيقة والمواد المستخدمة لخروجها بهذا الشكل.
وبغض النظر أي الجانبين تؤيد فإن المرجع دوماً سيكون العقد – العقد شريعة المتعاقدين.
الجانب الأول الذي يرى أن هذه الملفات هي جزء من “الملكية الفكرية” للمشروع ويرفض تسليمها لعدد من الأسباب مثل:
١- الخبرة: المصمم أو المبدع لا يبيع فقط سلعة أو عمل، بل خبرة سنين عديدة اجتهد حتى بناها ووصل لما هو عليه الآن، فالعمل الذي تطلبه منه يمر بالكثير من الأفكار والمحاولات حتى يصلك بشكله النهائي المميز. فأنت حين تغيّر المخرج النهائي الذي وصلك من المصمم هذا مشابه بأن تطلب من فنان أو رسام أن يسلمك لوحته كاملة بكل أدواتها من فرشٍ وألوان لترسم عوضًا عنه، في النهاية لن تصل لصورةٍ تطابق عمله بشكلٍ مكتمل، فهو محترف ذو خبرة، بينما أنت ترى الشكل الخارجي فقط دون الإحاطة بتفاصيل العمل.
٢- السمعة وفقد عملاء محتملين: تعديل العميل على العمل بدون الرجوع لأخذ موافقة الجهة المسؤولة (شركة، شخص) أو إضافة التعديلات التي لا تمثل العمل أو الشخص الذي أنتجه فهذا يعرّض الجهة المسؤولة لفقد السمعة الجيدة بين العملاء المحتملين كون العمل المُخرج لا يعبّر عن ما تم الاتفاق عليه، حينها سيكون من الصعب إعادة ثقة عملائك كونك فقدت السبب الحقيقي الذي دفعهم لاختيارك من بين الكثير. لذلك لا تتفاجأ برفض المصمم أو الشركة تسليمك للملفات الأصلية.
٣- انتهاك الحقوق الفكرية والفنية: يعتبر العمل الفني نوعًا من الحقوق الفكرية والفنية التي تعد جزءًا من كينونة الشخص وليست مجرد ملف، بالتالي الملفات الأصلية تندرج تحت انتهاك الحقوق والإضرار بالعمل لاحتوائها على مفهوم أو فكرة وأسلوب عمل.
في الجانب الآخر الذي يؤيد حق العميل في تملك الملفات الأصلية كونه دفع قيمة العمل ويحق له التصرف به كيفما شاء.
إذن .. ماهو التصرف المناسب؟ وفي أي جانب نقف؟
العقد: نعود للنقطة الأولى، العقد أساس كل شيء، فما تم الاتفاق عليه يعتبر ساريًا، فلو تم الاتفاق على اطلاع العميل لتفاصيل العمل ومن ضمنها توفير الملف الأصلي فهنا يعتبر تسليم الملف حق من حقوق العميل ما دام تم الاتفاق عليه قبل تسليم العمل.
الثقة: الثقة تختصر عليك الكثير، ابحث عن الشركة أو الشخص الذي تثق في طريقة عمله. (Trust the process) وذلك سيعفيك من البحث باستمرار عن طرق تجعلك تشعر بالأمان.
الحلول الوسط: دائمًا هناك حل يرضي الطرفين، بإمكانك تقديم ملفات يمكن التعديل عليها بشكل بسيط غير جذري على التصميم أو الملف، كأن يكون الملف عبارة عن قالب يمكن استخدامه أو إضافة معلومات عليه في حال رغِب العميل بذلك.
أخيرًا ما نود تأكيده أن التعاون المتبادل بين الجهة المسؤولة عن العمل (شركة، مبدع، مصمم…) والعميل حتى بعد التسليم النهائي فيما يخص أي تعديلات أو ملاحظات يساهم في خلق شراكة أفضل وعملاء محتملين أو أعمال أخرى قد تعزز من قيمة هذه العلاقة.
وللقراءة أكثر فيما يخص عملك مع العميل يمكنك الاطلاع على التدوينة السابقة (كيف تجعل عملاءك يحبون العمل معك) ولا تنس أن أفضل طريقة لتسويق أعمالك هي عميلك الراضي.
0 تعليقات