تم نشره يوليو 31, 2022
ليش القصص أفـــضل أداة تســــويـــقية؟
القصص لها أشكال عدة، موزونة، مُقفاة، منثورة، مُغناة، مرسومة، مصورة، أو حتى مروّجة. كل ما يتم تداوله هو قصة، أو جزء منها، لم يعد هناك أخبار بل أصبحت قصص، لم يعد هناك إعلانات، بل أصبحت حكايا. لم يعد هناك اختصاص لراوي القصص، فأصبح الجميع يروي قصته ويجذب الأنظار.
ما هو التسويق القصصي؟
التسويق القصصي هو أسلوب تسويقي استراتيجي يخلق تجربة العلامة التجارية من خلال السرد القصصي، حيث يصبح العميل محور القصة. ويرتكز على استراتيجية تسويقية مُصاغة بعناية ومبنية بإتقان. بغض النظر عن نوعية جمهورك، دائمًا ما تحاول بيع شيء ما من خلال القصص التسويقية، تبيع حملة، توجه جديد، ابتكار، رؤية، قيم، منتج، أو خدمة. أصبح الجميع يتلقى القصص ويُطالب بسردها، فحتى في السياق المهني يتوجب عليك أن تسرد قصتك الشخصية (Elevator Pitch) وتبيع مهاراتك العملية على أي شخص من المحتمل أن يفتح لك أبواب الفرص.
استخدام القصص التسويقية لإيصال رسائل معينة، بهدف جعل المشاهد يشعر بشيء ما يكفي لإلهامه لاتخاذ إجراء، يساعد سرد القصص في التسويق لصنع شخصية للعلامة التجارية وتقريبها على المستوى العاطفي للجمهور، بالإضافة إلى أن الجمهور المستهدف يزيد وعيه عبر اهتمامه بعلامة معينة.
كيف تكتب قصة لا يتجاوزها عميلك؟
الكتابة التقليدية عن كيف تأسست العلامة التجارية وتاريخ تطورها لن تصل لقلوب العملاء وستُنسى بعد قراءتها بدقائق.
قصة علامتك التجارية هي أكثر بكثير من مجرد حشو للنقاط، فمن المفترض أن تشتمل قصة العلامة التجارية على تجربة إنسانية أو فرصة ذهبية تحمل الحقائق أو شغف يُبنى عبر السنين. القيم، الأهداف، الرؤية، عندما تُصنع بشكل مناسب وتصل لقلوب العملاء إلى درجة أنهم يشاركونها مع الآخرين، هنا فقط تتأكد أنك نجحت.
أولًا: احبكها صح
قبل أن تبدأ في سرد قصتك، تحتاج إلى تحديد أهدافك المراد تحقيقها. ماذا تريد أن يفكر جمهورك عند ذكر اسم علامتك التجارية؟ وما الذي تريده أن يرتبط بها؟ كيف تريد أن يسمعك جمهورك؟
هل سبق لك وتساءلت عن سبب الطوابير الطويلة عند نزول آيفون جديد؟ رغم أن سعر الآيفون يعتبر مرتفع بالنسبة للعديد من الناس إلا أنهم ما زالوا مستعدين لصرف أموالهم عليه. وسبب ذلك هو صوت شركة آبل، فهي تروّج للابتكار، وبطريقة غير واعية ارتبط هذا الصوت بالعملاء، فهم يؤمنون أن الحصول على الآيفون هو القطعة الناقصة للوصول إلى أعلى مراحل الابتكار.
لهذا من المهم أن يتم توحيد صوت العلامة التجارية مع ما تقدمه من خدمات أو منتجات، صوت علامتك التجارية أحيانًا يعتبر أكثر أهمية من السعر وتوافر المنتج.
ثانيًا: احكِ قصتك بنفسك
يجب أن تكون قصتك قريبة للقلب ثابتة في العقل، الهدف هنا هو تطوير قصة واقعية ومقنعة تحث القارئ على اتخاذ فعل يساهم في مصلحة العلامة التجارية.
في حال مواجهة صعوبة في تطوير القصة، ضع نفسك مكان الجمهور المستهدف وما الذي قد يجذبهم. اقرأ قصتك دائمًا من منظور العميل، هذا ما سيجعلك ترى زوايا جديدة لتحسينها وربطها بشكل أفضل.
ثالثًا: تأكد من تحقيق أهدافك
الهدف الأساسي لقصة العلامة التجارية هو أن تعكس قيم العلامة بشكل مكتوب، بحيث تكون متسقة ومتناسبة مع جميع جوانب عملك، بالتالي تصبح في النهاية جزءًا مؤثرًا من علامتك التجارية وعامل جذب للجمهور.
علامات تجارية عُرفت بقصة نجاحها
أحيانًا نفضّل منتجات على أخرى بناءً على ارتباطنا مع القصة دون وعيٍ منا، مثل شاهي أبو وليد، الذي بدأ رحلته في بيع الشاي من عربة كافح فيها وناضل، حتى وصل إلى قاعدة جماهيرية كبيرة، تقطع المسافات لعربة الشاي الواقعة على طريق سريع للحصول على كوب شاي. ومن عربة الشاي إلى عدة فروع وعلامة تجارية صنعت بصمتها.
وكقصة أبو وليد، مثال آخر على علامة تجارية ارتبطت بالجمهور، مطعم البيك الذي كان شرطًا أساسيًا في زيارة مكة، والذي أثبت جودته وشهرته على مدى السنوات، وكان العطاء قاعدة أسسها شكور أبو غزالة، الذي كان قد خصص حصة من كل وجبة تباع للجمعيات الخيرية، بالإضافة إلى توزيع الوجبات مجانًا في عدة محافل، آخرها أثناء فترة الحظر مع جائحة كورونا بتوزيع 10,000 وجبة يوميًا، ولم يكن ذلك مستغربًا من البيك.
أحذية عصرية، مريحة ويقع خلفها قصة إنسانية مؤثرة. بدأت من الأرجنتين حيث كان يقضي بليك مايكوسكي إجازته في الاستجمام، وعاشر شتى طبقات المجتمع فلاحظ شدة الفقر لدى بعض العوائل الذي يصل إلى مشي أطفالهم حفاة لعدم قدرتهم لشراء الأحذية لهم.
في سنة 2006 قرر تأسيس شركة تصنع أحذية قماشية مريحة وبسيطة وجودة عالية، مقابل كل حذاء يُباع حذاء يُوزع على الأطفال. في سنة 2020 تم توزيع أكثر من 100 مليون حذاء.
تعددت أهداف القصص، وما زال البشر يستمتعون بها ويملؤون أوقاتهم بالحكايات. كل شيء يمكن أن يحمل قصة، من مواقع التواصل الاجتماعي للوحات الإعلانية.. لم يعد الموضوع يقتصر على الأفلام والروايات، فهناك قصة خلف تأسيس العلامة التجارية، قصة خلف مؤسس الشركة، قصة خلف المنتج. وجود هذه القصص وارتباطها على المستوى العاطفي والذهني مع المستهلكين يجعل أثرها أكبر ويعطي أسبابًا أعمق لاختيارها وتذكرها، وهنا مربط الفرس أن تخلق قصة مناسبة لعلامتك التجارية وأهدافها، وتُبهر المتلقي إلى درجة أنه يرويها في مجلس عائلته أو أصدقائه.
المراجع
0 تعليقات