تم نشره يوليو 19, 2023
كيف تجعل ذاتك تتجلى وتتألق كمدير حسابات؟
تقوم بيئات العمل الإبداعية والتسويقية على العلاقات؛ كلما زاد عدد العملاء وازدهرت شراكتنا معهم، ازدهرت بقية الأقسام وتجسَّد إبداعها. فالإبداع لا يصبح واقعًا ما لم تكن هناك غاية سامية يعمل لتحقيقها، وهي غاية العميل وأهدافه.
بين عشيةٍ وضحاها، يمكن أن يرتقي عمل الوكالة الإبداعية أو يدنو معتمدًا تمامًا على ثقة العميل ورضاه، وهنا بالتحديد يطلّ مدير الحساب (Account manager)؛ الشخصيّة الذكية اللمّاحة، المرنة والاجتماعية، التي تؤسس لشراكاتٍ مثمرة مع عملاء من جهات وخلفيّات مختلفة، لتؤكد أن الغاية في النهاية قد تحققت وآتت ثمارها.
فمَن هذه الشخصية بالتحديد وما أدوارها؟ وهل يختلف مدير الحساب عن مدير المشروع في الوكالات الإبداعية؟
نجمع في هذه التدوينة أبرز الحيل والعناصر، التي يجب أن تحفظها كخطوط راحة يدك، إذا ما كنت مدير حساب يريد أن يدير حسابات عملائه على الوجه الصحيح، ويذهب بهم لأقصى أبعاد النجاح.
مَن هو مدير الحساب في الوكالات الإبداعية؟
تحوي المشاريع الإبداعية والتسويقية الكثير من التفاصيل، فهي تقوم على فهم «فكرة»، لبناء أخرى فعّالة وناجحة. مدير الحساب هو مَن يفهم تلك الفكرة من العميل بجانب متطلّباته وتطلّعاته، ليوصلها تمام الإيصال لفريق العمل ليقوموا هم بالإبداع الذي يلزم.
علاقة قائمة على الثقة والتفاهم وتحقيق الرضا، يعمل «مدير الحساب» خلالها كعينٍ ثالثةٍ للعميل داخل الوكالة الإبداعية، متأكدًا أن فريق العمل يعملون وفق «البريف»، وأن النتائج تتسق مع أهداف العميل، وتسهم في إبهاره لا تخييب آماله.
مدير حساب، أو مدير مشروع، أين الفرق؟
«عينين بالراس»، لا يتم العمل دونهما. قد تتداخل المسؤوليات بينهما كونهما يعملان لضمان نجاح ولمعان الصورة النهائية الكُبرى، لكن في جوهر كلٍ منها تختلف الأدوار.
يتمحور عمل «مدير الحساب» حول العلاقة مع العميل؛ بناء أسسها والمحافظة عليها، وتحقيق المرجوّ منها. يشارك في تطوير الأعمال والاستراتيجيات الشاملة للعميل، ويدير المخاطر المحتملة لعلاقته مع الشركة.
في الجهة المقابلة، يركز «مدير المشروع» على الإدارة اليومية للمشروع على نحوٍ تفصيليّ أكثر، يتولى خطّة تنفيذ مراحل المشروع والجدول الزمني الخاص به، ويتواصل بشكلٍ أساسيّ مع فريق العمل الداخلي، ليضمن أن يُسلّم كل واحدٍ منهم المخرجات المتوقعة، في وقتها المحدد. وهو يحدد ويدير المخاطر المحتملة المتعلّقة بالجدول الزمني للمشروع وميزانيّته.
وبينما يدير «مدير الحساب» أكثر من حساب عميلٍ في الوقت ذاته، يصبُّ «مدير المشروع» تركيزه على مشروعٍ واحد على نحوٍ يضمن تنفيذها بدقةٍ وإحسان.
مهارات لا غنى عنها، لعلاقة يتحدّث عميلك عنها
يعتمد عملك كمدير حساب على قوّة المهارات الشخصية قدر اعتماده تمامًا على المؤهلات العلميّة، فأنت السفير الذي تثق فيه الإدارة العُليا لـ «تبييض وجهها» أمام عملائها ويعوّل عليه العميل لنجاح مشروعه، فما المهارات التي يجب أن تطوّرها في ذاتك؟
1- التواصل الفعّال، قبل كل شيء
ككل العلاقات البشريّة التي تدوم بالوصل الطيّب، يتطلب عملك كمدير حسابات قدرًا عاليًا من التواصل الاحترافيّ سواءً كنتَ تجلس وجهًا لوجه أمام عملائك، أو تخاطبهم عبر الهاتف، أو تكتب الإيميلات لهم من خلف الشاشة. كل كلمةٍ وإيماءة من شأنها أن تُحدث فرقًا هنا. كما أن لباقة الحديث، والتوقيت، وانتقاء الكلمات الصحيحة، وسرعة البديهة، والبقاء دائمًا على اتصال، هي كلها ركائز أساسية تجعل من تواصلك قويًا ومؤثرًا.
2- المعرفة العميقة، بشركتك وعميلك ودورك
تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين الجهة التي تعمل بها والعملاء من مختلف الشركات الرائدة هو ما ينطوي عليه نجاحك كمدير حسابات. تحديد أفضل الفرص للنمو ونجاح هذه العلاقة، يعتمد على المعرفة التي تمتلكها بما تقدّمه شركتك وما يحتاجه عميلك. يتوقّع العميل في كثيرٍ من الأحيان خدمة/استشارة مُخصصة له، وهنا تكمن مهارتك في اقتراح المناسب له والتأكد أنه في حدود إمكانيّات شركتك وينطوي عليه عقد العمل بينها وبين العميل، فأنت لا تريد أن يباغتك العميل بسؤال.. وتحتار مترددًا في الإجابة.
3- القيادة الذاتية
ما يعنيه أن تكون قائدًا هنا هو أن تكون واثقًا، صاحب قراراتٍ سريعة وحكيمة، متحفّزًا، ومبادرًا. تسبق عميلك دائمًا بخطوة، وتملك البصيرة لمعرفة أي الحلول هي الأجدى في مختلف مراحل العمل. كونك حلقة الوصل بين عميلك وإدارتك وفريق عملك، يعني أن ينطوي روتينك اليوميّ على كثيرٍ من التفاصيل المهمة، ولكن بين كل خطوةٍ وخطوة.. تأكد أن القائد الجيّد هو من تحترمه جميع الأطراف، وتثق بقدرته على الإدارة والتوجيه والمتابعة. في الوكالة الإبداعية، أنت موجودٌ لتحقق رؤية العميل، وما يحتاجه ذلك منك هو أن تكون لك نظرتك الاستراتيجية، ورأيك السديد، مستفيدًا من خبرة السنين.
4- التفاوض، والإقناع
لا تخلو العلاقة مع العميل من لحظات الشد والجذب، خصوصًا حين يأتي الموضوع على ذكر شروط العقد وبنوده، إلا أن مدير الحساب «الكفو» هو مَن يتعامل معها برشاقة وذكاء لاعبِ خفة، يعرف متى يكون ليّنًا سهلًا ومتى يكون حازمًا، ومتى يثبت وجهة نظرة ومتى يتراجع خطوةً للوراء.
بين مرحلةٍ وثانية، توقف واسأل ذاتك: «هل عميلي سعيد؟» وابنِ وفق إجابتك خطوتك التالية.
إدارة تمكِّن الإبداع
تضم الوكالات التسويقية بين جنباتها الكثير من المبدعين الذين يريدون أن يسخّروا جهدهم في البحث وابتكار المفاهيم وصياغة ما بذهنهم، صياغةً تأسر لُب الطرف الآخر.
من هنا تتجلى أهمية مدير الحسابات في البيئات الإبداعية، فهو يمهّد لهم الطريق ويهيئ لهم السبل ليكونوا منظّمين بطريقة سليمة تُبعدهم عن التشتت.
تُتيح البيئات الإبداعية أيضًا لمدير الحسابات أن يدير عملاء من مجالات مختلفة، فمن الشائع أن تدير حسابًا في الترفيه، وآخر في المطاعم، وثالثًا حكوميّ له وزنه وثقله. خبراتٌ متعددة تُضاف لسيرتك وشخصك، وتزيد من نضجك المهنيّ.
أدوات، تحلّ الشائكات
قدّرت بعض الدراسات أن 51% من الوكالات الإبداعية شهدت زيادة في صافي أرباحها بعد توظيف التقنيات الحديثة والأدوات الذكية في إدارة عمليّات مشاريعها، فماذا يوجد بجعبة التقنية اليوم من أدوات تسهّل عليك إدارة حساباتك وتنظيم مهامها؟
- إدارة مهام سهلة
تساعدك أدوات عدة على إدارة المهام وتوكيلها إلى فريقها المعني، ومتابعة سيرها، وترتيبها لهم. صفحة واحدة كاملة تقلل جهدك وتساعدك على التركيز على الأمور الأكثر إلحاحًا.
في مشبك، نحرص دائمًا على اعتماد أفضل الأساليب والتقنيات لتحقيق أعظم النتائج لعملائنا، وأفضل أدوات إدارة المهام بالنسبة لنا هو Monday، الذي يتيح لك وضع مراحل العمل مرحلةً بمرحلة، وتحديد تاريخ تسليمها، وتوكيلها ومتابعتها، بواجهة عمل مرنة وسهلة ومنظمة تمكّنك من التواصل ورفع أية ملفات تحتاجها.
لا يهمل Monday الجانب المعرفيّ لك، فهو يملك مدوّنة ثرية تضم تدويناتٍ متعددة حول تطوير الأعمال وإدارتها، بنصائح وخبرات تزيدك معرفةً ومهارة.
- التواصل باحترافية
تواجه صعوبة في الاجتماعات عن بُعد؟ جودة ضعيفة، مشاركة ملفات بطيئة وغير مرنة؟
Eztalks هو برنامج صُمم خصيصًا للاجتماعات الافتراضية، بمزايا تعزز صورتك الاحترافية. يقدم البرنامج شاشة مرنة لمشاركة الملفات، ومساحة بيضاء (سبورة) للرسم والتخطيط والكتابة، وتسجيل الاجتماع والعودة إليه لاحقًا، وغيرها من المزايا التي تنتظر اكتشافك لها.
- كل لحظة، هي لحظة للإنجاز
لا تغني الأدوات التقنية المعنيّة بتنظيم العمل الجماعي وإدارة العمل كاملًا مع فريقك عن ترتيب مهامك أنت فقط، الصغيرة والثانويّة. فحتى مع وجودها، نظل بحاجةٍ إلى مساحة شخصية وخاصة نرتب فيها كل مهامنا.
Todoist هو ذلك الصديق الذي يحمل عنك مهامك مهما تعددت، وأينما كنت، إذ يتيح لك إدارة مهامك من البريد الإلكتروني، أو المتصفح، أو سطح المكتب وهاتفك الشخصي، لتعزيز إنتاجيتك.
- لا تفقد اتصالك مع العالم
قد يأخذك الانهماك في إدارة حسابات عملائك ومتابعتها عن التزوّد المعرفي وإثراء الفكر والروح. Pocket هو تطبيق صُمم ليربطك بأكثر المواضيع الشيّقة والملهمة في العالم، لا لشيء إلا لكي يترك في حياتك فسحةً للإبداع والتألق. أي مقالةٍ تعجبك بإمكانك حفظها في Pocket، والعودة إليها لاحقًا متى ما شئت، وكلما زدت عمقًا في التطبيق، زاد هو عمقًا في معرفتك مما يتيح له توصية أفضل المقالات التي تناسب نمط حياتك.
المصادر
0 تعليقات